بشرى محمد علوان

المستخلص

 

استجابية استراتيجيات الموارد البشرية لنظام المناعة التنظيمية من منظور اللاتاكد البيئي دراسة استطلاعية تحليلية في عينة من الشركات العراقية

 

تفاعلت ثلاثة متغيرات لتشكيل الإطار الفكري والفلسفي لهذه الدراسة ، وهي (نظام المناعة التنظيمية واستراتيجيات الموارد البشرية واللاتاكد البيئي) ، وقد انطلقت الدراسة من مشكلة معبر عنها بعدد من التساؤلات الفكرية والتطبيقية ، أُستهدف من الإجابة عنها استجلاء الفلسفة النظرية والدلالات الفكرية لهذه المتغيرات ، كونها من المواضيع الحديثة على البيئة العربية عامة، والبيئة العراقية خاصة، ومن ثم تشخيص مستوى أهميتها وأثرها وإمكانية تطبيقها في بيئة التطبيق التي تكونت من عينة من المنظمات (شركة الخطوط الجوية العراقية وشركة فندق المنصور ميليا وشركة زين للاتصالات وشركة اسيا سيل للاتصالات) ، وقد حددت عينة الدراسة بـ( 114 ) شخصاً من اولئك الذين تنطبق عليهم الخصائص التي يتطلبها عمل نظام المناعة التنظيمية والذين تهمهم دراسة متغيرات البيئة الخارجية والتعامل مع حالات اللاتاكد ويقصد بهم متخذو القرارات، والتي تتمثل بعينة قصدية من رؤساء واعضاء مجالس الادارة ورؤساء الاقسام والشعب وجهاز الرقابة الداخلية والخبراء والمستشارين.

وتوجهت الدراسة الى تقديم اهمية مفادها التركيز على مكونات نظام مناعتها وتنشيط عمل وظائفها بشكل علمي ومبرمج بعيد عن العشوائية، واثارة انتباه القيادات الادارية بقدرة الانظمة انتاج انظمة فرعية تؤمن لها الحماية من السلوكيات الشاذة والغريبة سواء كانت خارجية ام داخلية من دون الحاجة لانشاء كيانات وهياكل جديدة تكلفها موارد بشرية ومادية لكونها انظمة ذاتية العمل والبناء، وبناء استراتيجيات للموارد البشرية بشكل يتلاءم وقدرة هذه الموارد على تامين حماية كاملة للأنظمة واستقرارها وتوازنها في ضوء التركيز على استراتيجيات دقيقة للجذب والاستقطاب.

استعملت الدراسة أدوات إحصائية لا معلمية في تحليل ومعالجة البيانات والمعلومات ، وذلك باعتماد البرامج الإحصائية الجاهزة للعلوم الاجتماعيةSPSS)) ، ولكون الدراسة نهجت منهج البحث القائم والتحليل البعدي فهي دراسة تشخيصية تحليلية، وان أهميتها تكمن في أنها ستخرج بتأصيل فكري فلسفي لطبيعة متغيرات الدراسة، مستند إلى جهد تطبيقي لواقع المتغيرات التي تناولتها. وهو نهج يتصف بالشمول للوصول الى اهدافه وهو كذلك منهج للدراسات التي تتلاقح فيها حقول معرفية مختلفة، ان طبيعة الدراسة هي طبيعة لامعلمية لذا استوجبت اعتماد ادوات تحليل ومعالجة احصائية لامعلمية وهي على سبيل المثال الوسيط والمدى ومعامل التباين لكروسكال ويلز ومان وتني.

وبذلك تبنت الدراسة مخططاً فرضياً يعبر عن العلاقات المنطقية بين متغيرات الدراسة ، فمن اجل الكشف عن طبيعة هذه العلاقات فقد جرى طرح مجموعة من الفرضيات بوصفها إجابات أولية تسعى الدراسة إلى التحقق من مدى صحتها ومن أهمها :-

(يدرك العاملون متغيرات الدراسة الثلاثة )و(تتباين الشركات عينة الدراسة في ادراكها لمتغيراتها الثلاثة على المستوى الكلي والفرعي

   وقد توصلت الدراسة الى العديد من الاستنتاجات أبرزها ان شركة الخطوط الجوية العراقية من اكثر الشركات المستهدفة في البحث استفادة من نظام المناعة التنظيمية لكونها الاكثر تأثيرا باللاتاكد البيئي. تأتي بعدها شركة اسيا سيل للاتصالات الخليوية ومن ثم شركة زين للاتصالات لتحتل شركة فندق المنصور ميليا الترتيب الاخير في درجة الاستفادة من نظام المناعة التنظيمية، كما ان شركة اسيا سيل تعد من اول الشركات بين الشركات المعنية بالبحث حساسية لانتقاء مواردها البشرية بما يتوافق مع نظام المناعة التنظيمية ومن بعدها شركة زين للاتصالات فشركة الخطوط الجوية العراقية لتاتي شركة المنصور ميليا بالترتيب الاخير.

وكان من أهم التوصيات اٌن تتوجه شركة الخطوط الجوية العراقية وشركة اسيا سيل للاتصالات لبناء انظمة استشعار وانذار مبكر طالما انهما اهم المتأثرين والمستفيدين من نظام المناعة التنظيمية وان النظام اكثر تأثرا باللاتاكد البيئي، وان تتوجه شركة زين للاتصالات وشركة فندق المنصور ميليا خاصة بدراسة واقعية لنظام المناعة التنظيمية وكيفية تفعيل مكوناته ووظائفه، اذ إن الانتهاء من ذلك سيجعلها تتحسس للمتغيرات البيئية التي لا يمكن لاية منظمة اُن تكون بمعزل عن تأثيراتها.