قاسم علي محمد اليساري

المقدمــــــــــــــــــــة

الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعين به ونستغفره , ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال تعــالى في محكم كتابه العزيز (( وأذا قيل لهم أمنو كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السفهاء الا أنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )) سورة البقرة / اية ـ 13 صدق الله العظيم .

هذا البحث , صراع الجناح السياسي والجناح العسكري في الدولة العباسية حتى عام 218هــ يغطي مدة زمنية تزيد على ثمانيين عاماً, وعلى مساحة واسعة من اراضي الدولة العربية الاسلامية آنذاك ، ويتصدى لاحداث مهمه من تاريخ دولة بني العباس منذ بداية الدعوة العباسية في بدايات القرن الثاني الهجري والتي تمثلت بالصراع المحموم بين القوى السياسية والعسكرية مدفوعة بعوامل سياسية ، وعقائدية ، وقبلية ، ومصالح شخصية ، واحقاد تاريخية ، وغيرها من العوامل والمسببات والدوافع التي ادت الى تصدعات مخيفة وخطرة في بنية الدولة العباسية في هذه الحقبة الزمنية وهي حقبة الدعوة للثورة ضد الحكم الاموي وقيام الثورة العباسية ومن ثم اعلان الدولة عام 132هــ بعد القضاء على الدولة الاموية في معركة الزاب الشهيرة .

فبعدما تخلصت امة العرب من اعتى قوتين على سطح الارض انذاك المتمثلتين بدولة الفرس ودولة الروم بقضائها على الاولى ، وتحييدها للثانية , بعد ظهور الاسلام بمدة قصيرة تمكنت من رسم خارطة جديدة لمركز العالم بظهور دولة ترتفع الى مصاف الدول العظمى أمتدت من مشارق الارض الى مغاربها , تمكنت من خلالها الانتقال بأمة العرب من المفاهيم القبلية الضعيفة والظلم الاجتماعي , محولة المجتمع العربي الى مجتمع حضاري متقدم وحققت انتصارات باهرة وازاحت الظلم عن صدور الشعوب المظلومة والمقهورة وأخذت بالمجتمع البشري نحو طريق الهداية والاستقامة .              

هذا البحث يتحدث عن جوانب مهمة من حياة الامة يتخللها صراع سياسي عسكري دفعت اليه عوامل متعددة بعد أستقرار الدولة وأتساع رقعتها الجغرافية وزيادة أيراداتها وظهور حياة الترف والبذخ والرفاهية فضلاً عن المصالح الشخصية والاطماع الدنيوية وغيرها .

أردت من خلال هذا البحث ان اضع صورة واضحة للصراع السياسي والعسكري لتلك الحقبة الممتدة من قيام الدولة العباسية عام 132هـــ الى عام 218هـــ متوقفاً عند نهاية حكم المأمون كون الخليفة العباسي المعتصم بالله الذي حكم بعد أخيه المأمون لم يكن في حكمه توازن في بين الجناحين السياسي والعسكري أذ سيطر الجناح العسكري سيطرة مطلقة على زمام الامور وأن كان الجناح السياسي موجود لكنه ضعيف جداً ولم يكن له أي قوة تذكر أذا ما قورن بالجناح العسكري ، كما توخيت الحذر محاولاً الكشف عن الاحداث ما غمض منها وما ظهر بأسلوب علمي مبسط بعيداً عن المبالغة والانحياز لهذا الطرف أوذاك معتمداً الامانة التاريخية ومعتمداً على كثير من المصادر والمراجع الحديثة متبعاً منهجاً علمياً ما استطعت الى ذلك سبيلاً .

وقد رأيت ان اقسم بحثي هذا على ثلاثة فصول بعد تمهيد بحثت فيه صراع الجناح السياسي والجناح العسكري في الدولة الاسلامية منذ تأسيسها الى نهاية العصر الاموي بشكل مختصر ، مؤكداً على أبرز الاحداث السياسية والعسكرية في هذه المدة ،والتي أردت من خلالها أعطاء صورة واضحة عن الجناح السياسي والجناح العسكري فكانت بدايتي منذ زمن النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) لابين كيف كانت الطاعة لشخص القيادة المتمثلة بالنبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) وما حدث بعده من تصدعات وأنشقاقات في الدولة العربية الاسلامية مروراً بالخلافة الراشدة ووصولاً الى نهاية بحثنا 218هـ ، فكانت أشارتي أولاً الى الجناح السياسي والجناح العسكري للنبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) وكيف كانت أطاعتهم له، وأما ثانياً أجتهاد الجناح العسكري في حروب الردة وما حدث فيها من خروقات لايقبلها الاسلام نهائياً خاصة انها حدثت بعد وفاة النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، كما أخترت ثالثاً كيف دافع الجناح السياسي عن الخليفة الراشدي الثالث ، وأما رابعاً خروج أبرز قادة الجناح السياسي على الخليفة الراشدي الرابع وحدوث معركة الجمل التي أزهقت الاف الارواح بسبب عدم حصولهم على ماكانوا يطمحون الية ، وكذلك ماحدث في معركة صفين وكيف أعترض بعض قادة الجناح العسكري على خليفتهم وقائدهم مما سبب خسارتهم التحكيم ، وعندما وصلنا الى الدولة الاموية وأنفرادها بالسلطة من قبل معاوية بن ابي سفيان ضارباً مبدأ الشورى الذي سار عليه المسلمون في أختيار خليفتهم بإستشارة الجناح السياسي وجعلها وراثة بأبنه يزيد ، وكيف من بعد يزيد تمكن مروان بن الحكم من تحويل الخلافة من الخط السفياني الى الخط المرواني بمساعدة الجناح السياسي التابع له ، كما أشرت الى الخطأ الذي أرتكبه سليمان بن عبد الملك بالقضاء على أبرز قادة الجناح العسكري لمجرد وفاءهم الى أخيه الوليد بن عبد الملك الذي حكم قبله ، وأخيراً تأثير العصبية القبلية على الجناح السياسي والعسكري حتى نهاية الدولة الاموية .

بين الفصل الاول (( الجناح السياسي والجناح العسكري في الدعوة العباسية )) يعتبر هذا الفصل ذا اهمية بالغة لانة يبين رجال الجناح السياسي والجناح العسكري في الدعوة العباسية الذين اوصلوا العباسيين الى دفة الحكم ومن ثم بدأ الصراع فيما بينهم , والذي قسمته على ثلاثة مباحث كانت على النحو الاتي , المبحث الاول معنى الجناح السياسي والعسكري لغة واصطلاحاً ، ما هو معنى كلمة الجناح لغة واصطلاحاً وورودها في القرءآن الكريم وكذلك معنى كلمة سياسي وكلمة عسكري لغة واصطلاحاً لما لها اهمية للدخول في بحثي هذا ، وتضمن المبحث الثاني الجناح السياسي ودوره في الدعوة العباسية وهو بمثابة اللبنات الاولى للجناح السياسي في الدعوة العباسية وما له من دور في خراسان ومع بدايات الأئمة العباسيين للدعوة اذ ابتدأت من كيفية بداية الجناح السياسي للنهوض بالدعوة من خلال التفويض الديني لهم وكذلك دوره في زمن محمد بن علي وفي زمن ابراهيم الامام لغاية عام 129هــ , اما المبحث الثالث جاء متطرقاً الى الجناح السياسي والعسكري ودوره في الثورة العباسية وهنا بدأت في بداية الثورة 129هـــ الى 132هـــ ، ودورالجناح العسكري في الثورة العباسية منذ تولي ابو مسلم الخراساني القيادة وأندلاع الثورة في خراسان ومن ثم كيفية استغلال الجناح السياسي للعصبية القبلية وتوضيفها للنهوض بالثورة الجناح العسكري ودورهم في الثورة العباسية منذ تولي قيادة ابي مسلم الخراساني الثورة في خراسان , وكيفية سيطر الجناح العسكري على مرو وكذلك تفويض قائد عسكري جديد في الجناح العسكري وهوقحطبة بن شبيب الطائي الذي كان له الدور الكبير في انتصار الثورة وما كان لأبراهيم الامام من تاثير على الجناح العسكري للثورة العباسية ، وصولاً الى نهاية الثورة وكيفية دخولهم الكوفة وسيطرتهم عليها وماكان للجناح السياسي من دور في تلك المرحلة .

اما الفصل الثاني والذي كتب بعنوان (( صراع الجناح السياسي والجناح العسكري 132-170هــ)) هو بمثابة وصولنا الى مبتغانا الحقيقي صلب عنوان بحثنا ذلك من خلال ما دار من احداث أثناء هذه المدة وكيف بدأت الثورة تأكل رجالها أذ تضمن ايضاً ثلاثة مباحث وزعت على مدد حكم العباسيين وابتدأنا بالخليفة العباسي الاول ابو العباس السفاح 132-136 هــ الذي كان عنوانا للمبحث الاول , إذ دارت في مدة حكم هذا الخليفة الكثير من الصراعات بين الجناحين وخاصة ان الدولة العباسية في بداية تكوينها فأول ما ابتدأنا به هو كيفية اغتيال وزير آل محمد ابو سلمة الخلال زعيم الجناح السياسي في الكوفة ومن ثم القضاء على زعيم النقباء الاثنى عشر في خراسان سليمان بن كثير والكثير من القادة السياسيين والعسكريين الذين كان لهم الدور الابرز في نجاح الدعوة ، اما عندما وصلنا الى المبحث الثاني ومادارت فيه من احداث في حكم الخليفة الثاني ابي جعفر المنصور 136-158 هـ فكانت اولها القضاء على عمه عبد الله بن علي هذا القائد الذي اطفأ شعلة الامويين في الشام كما وقد تطرقنا الى القضاء على الزعيم العسكري ابي مسلم الخراساني قائد الثورة وصاحب الفضل الكبير على العباسيين في استحواذهم على الحكم وكما ذكرنا الكثير من الصراعات التي دارت في هذه المرحلة ، وختمت هذا المبحث بإبعاد عيسى بن موسى عن ولاية العهد وأعطائها الى أبنهِ المهدي الذي ذكرته مع أبنه الهادي في المبحث الثالث 158-170 هــ وقد ذكرت فيه دور الوزارة في زمن الخليفة المهدي وعن الصراع الذي جرى بينه وبين الجناح السياسي على ولاية العهد ومن ثم كيفية اغتياله وأستلام الخلافة من قبل الهادي ، وكيف أراد أبعاد الرشيد عن الخلافة لكنه لم يستطع فقد أغتيل من قبل الجناح السياسي للرشيد.

كما بدأنا في الفصل الثالث نكمل مادار من ((احداث وصراعات للجناح السياسي العسكري للمدة من 170- 218 هـ )) على غرار ماورد في الفصل الثاني وبدأت في المبحث الاول عند هارون الرشيد 170-193 هـ ما هو دور المرأة في الجناح السياسي وكان هناك صراع في الجناح العسكري لولاية أفريقيا وذكرنا أيضا نكبة البرامكة تلك النكبة التي أيقضت القادة السياسيين والعسكريين في جميع مفاصل الدولة وجعلتهم يعيدون النظر في حساباتهم من جديد في جميع اعمالهم تجاه الرشيد وكان هناك الكثير من الاحداث ذكرتها أيضا في هذا المبحث كانت نهايتها مشكلة ولاية العهد ونجاح الجناح السياسي في جعلها للامين الذي ذكرته في المبحث الثاني 193 ـ 198هـ فكان له صراع مرير عند أستلامه مهام الخلافة وما كان للجناح العسكري في خراسان وكيفية وصول الجناح العسكري المأموني الى بغداد وما فعل الجناح السياسي في الحجاز بخلع الامين ومبايعة المأمون والنهاية المأساوية للامين على يد الجناح العسكري واستلام المأمون 198 ـ 218هـ الحكم مدة عشرين سنة ، أبتدأت بذكر حركة ابي السرايا وظهور الحسين بن الحسن الافطس في مكة وحركة ابراهيم بن موسى كل هذه الحركات كانت علوية حسنية أمتداد للجناح السياسي الحسني كما كان هناك حدث عظيم الا وهو أصرار المأمون على تولي الامام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد مما سبب ظهور ابراهيم بن المهدي في بغداد الامر الذي دعا المأمون الى قتل زعيم الجناح السياسي والعسكري الفضل بن سهل ( ذي الرياستين ) وكذلك أغتيال الامام الرضا (علية السلام ) ومن ثم القضاء على القائد العسكري طاهر بن الحسين الى نهاية حكم المأمون ومافيه من احداث وصراعات في الجناحين السياسي والعسكري .

كما وتضمنت الخاتمة عرضاً لأهم ماتوصلت اليه من نتائج وثبتها على شكل نقاط .

أعتمدت على جملة من المصادر والمراجع والبحوث التاريخية ، منها كتب التاريخ الحولي وكتب الانساب والتراجم والطبقات وكذلك الكتب الادبية والجغرافية كما وكان للمراجع الحديثة نصيبا كبيرا في البحث التي ارفدته الكثير من المعلومات التاريخية والتي سأتطرق الى ابرزها…

ــ مصادر التاريخ الحولي :

1- كتاب تاريخ اليعقوبي لليعقوبي ( ت 292 هـ ) .

تعد كتابات اليعقوبي من الكتابات الواضحة باتفاق جميع المؤرخين رغم اتهامهم له بالميول العلوية لكن كتاباته وصفت بالاعتدال واغنتنا بالكثير من المعلومات وتتميز كتاباته بخلوها من الاسناد في رواياته واهتم اليعقوبي بذكر الدولة العباسية وكيفية ادارة نواحيها ومفاصلها وذكر ايضا اخبار مبايعة الخلفاء العباسيين كما ذكر الصراع القائم بين المنصور وأبو مسلم الخراساني بشكل مفصل وكذلك قضية الامام الرضا (عليه السلام) واشار الى قضية عم المنصور عبد الله بن علي وكيفية أدعائه بالخلافة كل هذه الاخبار كانت ذات معلومة قيمة عن الصراع بين الجناح السياسي والعسكري .

2- كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري (310 هـ ) .

يذكر الطبري في رواياته سلسلة الاسناد لكل حادثة ، ويعد من اهم مصادر التاريخ الاسلامي حتى نهاية عام 290 هـ لأن الرواية فيه بلغت مبلغ الثقة والامانة وتميز الطبري بأنه يذكر اكبر عدد من الروايات على الحادثة الواحدة كما انه يركز على الاقاليم المركزية في الدولة الاسلامية دون الاقاليم الاخرى وهو يدمج احيانا بين الروايات المتشابهة ويختصر في سلسلة رواتها وأشتمل كتاب الطبري على موسوعة عربية ضخمة قد ترتب تأريخه بالتسلسل الزمني حسب السنين والاحداث والتي اعتمدت عليها كثيرا في كتابة فصول البحث .

3- كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي (346 هـ ) .

يعد من مصادر التاريخ الاسلامي المهمة والتي أرفدتنا بمعلومات مهمة وقيمة عن الكثير من الصراعات السياسية والعسكرية في العصر العباسي الاول ، إذ يذكر المسعودي الحدث التأريخي بأسلوب قصصي يجذب القارئ ويشوقه لإتمام الرواية ، قدم لنا المسعودي معلومات مهمة عن بداية الدولة العباسية وماقام به الكثيرمن رجالات الجناح السياسي والعسكري في أسقاط الدولة الاموية وتربع العباسيون على عرش الخلافة وكذلك طبيعة العلاقة العلوية العباسية كما أمتاز المسعودي بالاختصار والاختيار فهو لايعطي رواية تأريخية متصلة الحلقات لحوادث التاريخ الاسلامي ، كما وله ميول علوية لكن الموضوعية هي الصفة الغالبة على كتاباته والتي اشرنا اليها كثيراً .

4- كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير (630 هـ )

يتبع أبن الاثير النظام الحولي في سرد رواياته وهو لايذكر سلسلة الاسناد لكل حادثة على العكس من الطبري الذي اعتمد عليها كثيرا في رواياته ويعد من المصادر المهمة في التاريخ الاسلامي لذا اعتمدنا عليه كثيراً في الكثير من مواضيع البحث .

– كتب الانساب والتراجم :

1- كتاب مقاتل الطالبين لابي الفرج الاصفهاني (356 هـ ) .             
يعد هذا الكتاب في مقدمة الكتب التي اعتمدنا عليها بذكر الثورات العلوية الحسنية وترجمة ماتمت ترجمته من الشخصيات العلوية في العصر العباسي الاول أذ اشار الى ثورة محمد ذي النفس الزكية والمراسلات التي حدثت بينه وبين ابي جعفر المنصور وكذلك المحادثات التي دارت بين الامام الرضا (عليه السلام ) والمأمون في موضوع ولاية العهد أذ ذكر الاصفهاني الشخصيات حسب السياق الزمني ولم يعمل بذكرهم حسب اقدارهم ومقاماتهم في الفضل ومنازلهم في المجد واعتمد في روايته على شيوخة منهم يحيى بن علي المنجم (ت 300 هـ ) ومحمد بن جعفر (ت 300هـ) وجعفر بن قدامة (ت 319 هـ)

2- كتاب الاعلام للزركلي .

وهو قاموس حديث يعنى بتراجم الرجال والنساء والمستعربين والمستشرقين , ذكر الزركلي ماذكر من التراجم منذ بداية الاسلام وصولا الى تاريخنا الحديث اعتمد الزركلي على الكثير من كتب التراجم في كتابه هذا وقسمه حسب الاحرف العربية ولم يرتبه حسب التسلسل الزمني سواءً ولادته أو وفاته بل يبدأ بذكر ترجمة الشخص المتوفى حسب الاحرف أياً كان ، اغنى تراجم رجال البحث في جميع فصولها .

ــ الكتب الادبية :

1- كتاب الفخري في الاداب السلطانيه لابن الطقطقا (ت705هـ ) .

يعد ابن الطقطقا غير معاصر لمرحلة العصر العباسي الاول الا انه ذكرالكثير من الاحداث والصراعات التي اعتمدت عليها في كتابة البحث ويعد ابن الطقطقا ذا ميول علوية لكنه يتمتع بالمعلومه الدقيقة كما وانه يدخل الى الحدث مباشرة دون الاستطالة في ذكرالموضوع بإستفاضة وقد أستخدمت هذا المصدر في جميع فصول الرسالة .

ــ الكتب الجغرافية :

1- كتاب معجم البلدان للحموي (626 هـ ) .

يعد الرجوع الى كتاب معجم البلدان من ضروريات البحث كونه يعد من أضخم المصادر الجغرافية وانفسها والرجوع اليه ضروري لتعين مناطق المدن كما ولم نغفل عن ذكر بعض المواقع للمدن والقصبات التي أكدت لنا الكثير من الاحداث ، ونهلت أيضاً من كتب البلدان لليعقوبي ترجمة بعض المواقع والمدن والذي ذكر بدايات الدولة العباسية وكذلك كتاب تقويم البلدان لابي الفدا (732 هـ).

 

ـــ المراجع الحديثة :

من المراجع التي اعتمدت عليها في كتابة فصول الرسالة والتي اسمهت اسهاماً واضحا في تعضيد البحث بالاراء والتحاليل المنطقيه في الكثير من الصراعات السياسية العسكرية في بداية الدولة العباسية   وأخص بالذكر منها كتاب طبيعة الدعوة العباسية للدكتور فاروق عمر فوزي الذي أمد الفصل الثاني بالكثير من المعلومات عن بداية الدعوة العباسية وطبيعة الصراعات التي حدثت في تلك المدة منذ بدايتها وتأسيس مجلس النقباء الاثنا عشر في خراسان برئاسة سليمان بن كثير الخزاعي وكيفية أبعاده عن منصبه من قبل ابي مسلم الخراساني وأنفراده بالامور وكذلك كتاب العصرالعباسي الاول للدكتور عبد العزيز الدوري الذي ذكر فيه بشكل مفصل عن بدايات الدعوة العباسية ورجالها واساليب الدعاة وكيفية سير الدعوة من قبل الجناح السياسي لها وبرنامج العباسين عند توليهم الحكم وكيفية أتباع الاساليب الملتوية لدفع الجناح السياسي ضد الجناح العسكري أوبالعكس وخاصة مقتل ابي سلمة الخلال وثورة عبد الله بن علي وكيفية التخلص من أبي مسلم الخراساني والتعليل الواضح للحرب الاهليه بين الامين والمأمون وحركة ابن الطباطبا الذي يصفه بأنه شخصية ثانوية الى جانب ابي السرايا , ومن الكتب الاخرى التي اعتمدت عليها في كتابة هذه الرسالة كتاب العصر العباسي الاول ( المؤهلات والانجازات ) للدكتور عبد الحسين مهدي الرحيم فهو كتاب غني بالتحليل الموضوعي إذ أستفدت منه للوقوف على الصراعات بين الجناحين مع اعطاء الكثير من الاسباب والنائج لها بصورة واضحة ومطوله في كل مدد خلفاء هذا العصر لذا اعتمدت عليه في الفصل الثالث والرابع بشكل واضح كما اعتمدت على كتاب التاريخ العباسي السياسي والحضاري للدكتور ايوب ابراهيم مستفيدا منه على الاحداث السياسية في بداية الدولة العباسية الى نهاية حكم المأمون وكذلك اسباب سقوط الدولة الاموية والتي ذكرتها في تمهيد الرسالة كما وقد ذكر خروج ابي السرايا وابن الطباطبا والوقوف على الاسباب والنتائج لذا استفدت منه في اغلب مواضيع فصول هذه الرسالة اما كتاب في تاريخ الدولة العباسية للدكتورة نبيلة حسن محمد الذي استفدت منه في كتابة اسباب سقوط الدولة الاموية وقيام الدولة العباسية مع ذكر بداياتها وصراعتها وذكر الكثير من رجال الجناح السياسي او العسكري وكيفية خروجهم على الحكام العباسين وكذلك القضاء على ثورة محمد ذي النفس الزكية واخيه ابراهيم وكتاب الدولة العباسية للشيخ محمد الخضري بك هذا الكتاب الذي ذكر بداية الدعوة العباسية وابرز رجالاتها وتاريخهم السياسي ونهاياتهم الذي نهلنا منه في اغلب فصول الرسالة كما ذكر ثورة الحسين بن علي سنة 169 هـ (موقعة فخ) أسبابها ونتائجها وكان لكتاب بلاط الخلفاء للمستشرق هيوكينيدي حصة لاتقل اهميه عن كتب المراجع التي سبق ذكرها مما وجدنا فيه من تحليل موضوعي لاحداث هذا العصر بموضوعية وتجرد كما واعتمدت في هذه الرساله على عدد من الرسائل والاطاريح الجامعية ومن اهمها اطروحة الدكتوراه اساليب الدولة العباسية في تثبيت السلطه حتى نهاية عصر المتوكل (132-247 هجريه) للدكتور علاء حسين ترف ورسالة الماجستير الاغتيالات السياسية للعصر العباسي الاول (132هـ/749 م ــ 232هـ/846 م) للباحث احمد زاجي شدهان .

أما أهم الصعوبات التي واجهتني في كتابة هذا البحث هي صعوبة الحصول على بعض المصادر المهمة لتنوع مادة البحث كما لا يخلو البحث من نقص أو تقصير في موضوع ما فأن الكمال لله وحده وأرجوا أن أكون قد وفقت في كتابة هذا البحث المتواضع وأتمنا أن يرفد تاريخنا الاسلامي ولو بشيء يسير وأختم قولي هذا بالشكر والامتنان الى الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه أجمعين .