صالح مهدي محمد ألحسناوي

المستخلص 

       في ظل التطور الواسع الذي يشهده العالم اليوم في مجال الاتصالات الالكترونية فائقة السرعة وفي عصر العولمـة, برزت أهمية المعرفة الالكترونية بوصفها مرتكزاً جوهرياً لرفد وتمويل المنظمات بما تحتاجه من الموارد والخبرات والمعلومات والتكنولوجيا والتي تحقق لها الريادة, إذ أصبح من الضروري الاهتمام والعمل على اعتمادها في جميع النشاطات, إذ لا يمكن للمنظمات تحقيق النجاح وبلوغ الريادة في ظل بيئة أعمال تتسم بالتغير المستمر والسريع, ما لم تكن هذه المنظمات قد امتلكت معرفة الكترونية واسعة .

     ووفقاً لما تقدم جاءت هذه الدراسة المتواضعة لبيان أثر استخدام المعرفة الالكترونية بوصفها متغيراً مستقلاً بمؤشراتها المتمثلة بـ (رأس المال البشري, الملكية الفكرية, التعلم الالكتروني, وشبكة الاتصالات الالكترونية) في تكوين المنظمـات الرياديـة بوصفـها متغيراً معتمـداً بأبعادها التي تمثلت بـ ( الاستقلالية, الإبداعية, الاستباقية, المغامرة التنافسية, والمخاطرة), فبالرغم من تبني بعض المنظمات للمعرفة الالكترونية لتعزيز بقائها ونموها نحو الريادة, إلا أن البعض الأخر لا يدرك مدى أثرها في بلوغ الريادة, وهنا تكمن مشكلة الدراسة فتعمل على وضع الحلول المناسبة, كما تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية :-

1-   معرفة مدى اهتمام المنظمة المبحوثة بالمعرفة الالكترونية .

2-   تشخيص إدراكها وسعيها في الوصول إلى الريادة .

3-   تحديد أثر المعرفة الالكترونية في تحقيق الريادة في المنظمة المبحوثة .

ولغرض تحقيق أهداف الدراسة تم وضع إنموذجاً فرضياً يحدد طبيعة العلاقة بين أبعاد المتغير المستقل وأبعاد المتغير المعتمد, ومن أجل الكشف عن طبيعة هذه العلاقة فقد تم صياغة عدة فرضيات تم اختبارها باستخدام وسائل إحصائية متقدمة, وتطبيق البرنامج الإحصائي For windows- spss-12, تم اختيار شركة زين/العراق للاتصالات المتنقلة كونها من الشركات التي تتمتع بقدرات عالية للاتصالات وباستخدامها شبكة اتصالات الكترونية متطورة, ولها فروع في دول أخرى, وتم استخدام استمارة الاستبانة كأداة رئيسة في جمع البيانات المتعلقة بالجانب الميداني, وقد شملت الدراسة (50) فرداً من مديري الفروع وألاقسام والوحدات في الشركة, و توصلت الدراسة إلى الاستنتاجات الآتية :

1-   المعرفة الالكترونية من الموضوعات المهمة في الأدب الإداري ولها دور فاعل في نمو وتنافسية المنظمات وريادتها.

2-   وجود تأثير قوي وذو دلالة معنوية لمتغير المعرفـة الالكترونية في تحقيق الريــــــــــــادة .

واختتمت الدراسة بعدة توصيات منها :-

1-   الاستمرار بنشر واعتماد ثقافة المعرفة الالكترونية في الشركة لأنها الأساس الذي يمكن من خلاله تحقيق الريادة .

2-   المحافظة على القدرات الالكترونية والسعي المستمر على تحديثها لمواكبة التطورات المتسارعة .