فواز حمدان عبود الحسناوي

 

المقدمة

     بسم الله الرحمن الرحيم والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على صفوةِ الخَلقِ ، وحبيبِ الحقِّ ، نبينا محمدٍ (ص) وعلى آلهِ وصحبهِ ، ومن سارَ على هديهِ إلى يومِ الدِّين . أما بعدُ :

   فإن الأمة الإسلامية قد شهدت نشاطاً ملحوظاً في حركة التأليف بدءًاً من القرن الأول الهجري. ازداد ذلك النشاط شيئاً فشيئاً فقطع أشواطاً وصولا الى أن وصل مرحلة التصنيف إذ أخذ العلماء يتوجون أعمالهم ومؤلفاتهم بدقة موضوعية لا تغادر العنوانات التي كانوا يضعونها لمؤلفاتهم . وبدءوا يصنفون بالعلوم بدءً العلوم الدينية من تفسير القرآن وأحاديث السنة الشريفة والتاريخ العام وتراجم الرجال وغيرها ، وانبرى آخرون لدراسة الحياة العامة للأنبياء عليهم السلام وتتبع أخبارهم وهم وان اختلفوا في مناهجهم التي اتبعوها في مصنفاتهم إلا أنهم لم يختلفوا في كون مؤلفاتهم قد اختصت بقصص الأنبياء دون غيرها .

         وقد دفعني قلة الدارسين في هذا الحقل الى دراسة وتحقيق كتاب (قصص الأنبياء ) لأحد العلماء البارزين في عصره ألا وهو السيد عبد الله بن محمد رضا الحسيني المعروف ﺒ(عبد الله شبر) المتوفي سنة 1242ھ- 1826م .

  

وقد تركزت دراستي في محورين :

المحور الأول : دراسة حياة عبد الله شبر والتعريف به وبحياته الاجتماعية والعلمية الزاخرة بمصنفاته الكثيرة والواسعة والمتنوعة رغم عمره القصير بالنسبة لها،بالإضافة الى دراسة كتاب قصص الأنبياء لعبد الله شبر مع وصف للنسخ الأربع المخطوطة .

     أما المحور الثاني : فشمل دراسة وتحقيق المخطوطة والذي يبدأ بمقدمة كتاب  قصص الأنبياء وكان أولهم آدم (ع) حتى أخرهم عيسى (ع) وقد بين من خلالها أخبار الأنبياء والمرسلين (ع) . كما قص ما مضى من أخبار الأمم الماضية التي وردت في القرآن الكريم . عن طريق الرسول الكريم محمد (ص). وثمة حقيقة ان قصص الأنبياء (ع) محمولة على ما فيها من الإسرائيليات المسكوت عنها ، وليس عندنا ما يصدقها وما يكذبها. لذا أفردنا مبحث في الدراسة يتناول الروايات الموضوعة في قصص الأنبياء .

تم تقسيم الدراسة على أربعة فصول وهي :

         الفصل الأول : تناولت فيه دراسة لحياة المؤلف الذي قسم الى مبحثين :

أختص المبحث الأول منه : بسيرة المؤلف الذي تضمن على أسمه ، نسبه ، كنيته ولقب ، مولده،أسرته ، صفت خلقه وخلقه ، شيوخه ،أما المبحث الثاني : اختص بمنزلته العلمية وأبرز العلوم التي حازها ومؤلفاته ورأي العلماء فيه وتلاميذه والخزانة الشبرية .  

       أما الفصل الثاني : فقد خصص لدراسة الكتاب : اشتمل المبحث الأول : على مقدمة عن الذين ألفوا في هذا الباب ، وخصص المبحث الثاني : بمنهج شبر في تأليفه كتاب قصص الأنبياء ، وجاء المبحث الثالث : الذي يشتمل على موارد الكتاب، وشمل المبحث الرابع: لمحات للحياة الاجتماعية في زمن الأنبياء (ع)، أما المبحث الخامس: فقد تناولت فيه مراجعات في بعض الروايات الموضوعة على الأنبياء (ع).

     وخصص الفصل الثالث : لدراسة المخطوطة ، فيتناول المبحث الأول منه : نسخ المخطوط ، أما المبحث الثاني : فهو يحوي على وصف النسخة المعتمدة في التحقيق ، وأهتم المبحث الثالث :بعرض منهجنا بالتحقيق الذي اعتمدنا فيه الطريقة العلمية الحديثة في التحقيق ، وكان الفصل الرابع الذي خصصناه للنص المحقق الذي حاولنا فيه جاهدين توضيح النصوص الغامضة واستخراج الروايات وإكمال ما سقط منها من الكلمات وتصحيح الأغلاط والتعريف بالشخصيات والأماكن وما غمض من الكلمات اللغوية.