عصام محمد رضا شاكر الكرعاوي

المقدمة

Introduction

       مع بداية القرن العشرين بدأت تلوح في الأفق بوادر موضوع الرضا الوظيفي للعاملين وذلك من خلال النظر إليه من زوايا متعددة إذ تبلورت أفكار وأبحاث المختصين في الإدارة والسلوك الإنساني ذات العلاقة بموضوع الرضا الوظيفي والفاعلية التنظيمية من خلال الاهتمام بميول العاملين واتجاهاتهم ومواقفهم، وبما أن أغلب العاملين هم نقطة ارتكاز المنظمات ومحور ديمومتها وبقائها، فقد انصب اهتمام هؤلاء على دراسة ظاهرة الرضا الوظيفي من جوانب متعددة آخذين بنظر الاعتبار أثرها على الفاعلية التنظيمية. وانطلاقاً من أهمية متغيرات البحث (الرضا الوظيفي والفاعلية التنظيمية) فقد سعى الباحث إلى الخوض في دراسة العلاقة والأثر بين هذين المتغيرين.

 

       وإنطلاقاً من أهمية الرضا الوظيفي والفاعلية التنظيمية، وأهمية دائرة صحة محافظة كربلاء كونها تقدم خدماتها العلاجية والتشخيصية والإرشادية لفئة كبيرة في المجتمع، جاءت هذه الدراسة لتتناول بالبحث والتحليل أثر الرضا الوظيفي للعاملين في الفاعلية التنظيمية للمنظمة محل البحث على وفق الرضا الوظيفي وابعاده (محتوى العمل، وفرص النمو والتقدم الوظيفي، والأجور والحوافز، وظروف العمل والخدمات، ونمط الإشراف، وفرق العمل) وأثر ذلك في مداخل الفاعلية التنظيمية وابعادها (النظام المفتوح، والعلاقات الإنسانية، والهدف العقلاني، وتحقيق العملية الداخلية) من خلال بيان الفروقات في درجة استجابة أفراد عينة البحث وفقاً للسمات الشخصية له، وتم الاعتماد على أربع فرضيات تعكس العلاقة والأثر بين المتغيرين (الرضا الوظيفي، والفاعلية التنظيمية). ولاختبار هذه الفرضيات تم جمع البيانات وتحليلها المتعلقة بمتغير الدراسة من خلال الاستعانة باستمارة الاستبانة التي صممها الباحث ووزعها على عينة الدراسة في دائرة صحة محافظة كربلاء، بعدها تم إثبات صحة الفرضيات باستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية للوصول إلى النتائج المطلوبة ومعرفة الاستنتاجات والتوصيات.

       تضمن البحث اربع فصول، تناول الفصل الأول منهجية العلمية ودراسات سابقة من خلال مبحثين، المبحث الأول: منهجية الدراسة وتضمن ومشكلة البحث وأهميته وأهدافه كما يتضمن الأنموذج الذي اعتمده الباحث وفرضياته وحدود البحث ومجتمع الدراسة والمصطلحات المهمة في البحث. المبحث الثاني: الدراسات السابقة، وتتضمن الدراسات السابقة المتعلقة بالرضا الوظيفي وأيضاً الدراسات السابقة المتعلقة بالفاعلية التنظيمية، ومجالات الإفادة منها.

       أما الفصل الثاني فيتضمن الإطار النظري للدراسة ، تناول المبحث الأول الرضا الوظيفي، مفهومه وأهميته والعوامل المؤثرة فيه وأهم نظريات الرضا الوظيفي ومقاييس الرضا الوظيفي. وتناول المبحث الثاني الفاعلية التنظيمية بمفهومها ومداخل دراسة الفاعلية ومعايير الفاعلية. في حين تناول الفصل الثالث استخراج النتائج وعرضها وتفسيرها ومن ثم التحقق من الفرضيات التي جاء بها البحث من خلال التعرف على النتائج المتعلقة بالرضا الوظيفي لدى العاملين في المنظمة المبحوثة وأيضاً التعرف على النتائج المتعلقة بالفاعلية التنظيمية وكذلك عرض النتائج المتعلقة بالكشف من العلاقة بين الرضا الوظيفي والفاعلية التنظيمية، وأيضاً عرض النتائج المتعلقة بالكشف عن الفروقات بين درجات الرضا الوظيفي والفاعلية التنظيمية تبعاً للمتغيرات الشخصية، وأيضاً عرض النتائج المتعلقة بالكشف عن مدى إسهام متغيرات الرضا الوظيفي (محتوى العمل، وفرص النمو والتقدم الوظيفي، والأجور والحوافز، وظروف العمل والخدمات، ونمط الإشراف، وفرق العمل) في مستوى الفاعلية التنظيمية وتفسيرها.

       وتضمن الفصل الرابع أهم الاستنتاجات التي تم استنباطها من خلال نتائج البحث وتفسيراته فضلاً عن التوصيات والمقترحات التي تختص بالنظرة المستقبلية.