أحمد حسن منصور حسين الغانميّ

 

الخــاتمــة

          تمخَّض البحث في الدلالة الصرفية للفعل المزيد في ديوان الشاعر البصير عن مجموعة من النتائج التي يمكن أن نقسمها على قسمين ، وهي :

 

أولاً : نتائج الدراسة :

 

  • اختلف قسم من المحدثين مع القدماء في تحديد مفاهيم بعض المصطلحات الصرفية كالميزان الصرفي ، والصيغة ، والوزن .
  • حاول البحث إيجاد تعليل يفسِّر كثرة ورود الصيغة المزيدة بالهمزة (أَفْعَلَ) وتعدد معانيها في العربية وذلك بالنظر إلى الحرف المزيد من جانب صوتي .
  • احتملت بعض الأفعال المزيدة في النصوص الشعرية أكثر من دلالة صرفية واحدة كالأفعال (أَزْهَرَ) ، (حَاذَرَ) ، (تَخَيَّرَ) ، (اسْتَدارَ) وغيرها ، وهذا يعكسُ قدرة الشاعر على إعطاء المفردة (الفعل) مساحة دلالية واسعة .
  • لاحظ البحث وجود تبادل دلالي بين الصيغتين المزيدتين (أَفْعَلَ) و(فَعَّلَ) ، فـ(أَفْعَلَ) يغلب مجيئها للدلالة على التعدية ، أمّا الغالب على (فَعَّلَ) فهو ورودها لإفادة دلالة التكثير ، كما أشار إلى ذلك الصرفيون وثبت من خلال الدراسة ، وقد تأتي الأولى للدلالة على التكثير ، في حين ترد الثانية دالة على معنى التعدية ، وهي لاتخلو ـ في رأي الباحث ـ من معنى التكثير الغالب عليها ؛ لذا يقترح الباحث إطلاق مصطلح (التعدية التكثيرية) على معنى التعدية في (فَعَّلَ) ؛ تمييزاً لها عن دلالة التعدية في (أَفْعَلَ) .
  • استعمل الشاعر الفعل (أَفَاضَ) للدلالة على معنى (الإيجاد) وهي دلالة جديدة لم نجد لها إشارة في الكتب الصرفية ، وذلك من خلال إيراده داخل السياق الشعري الذي أدَّى إلى انحراف دلالته من دلالة الجعل إلى دلالة الإيجاد .
  • حاولت الدراسة تحديد مواقع الزيادة في الصيغ المزيدة لاسيما في الصيغ التي تحوي حرفاً مضعَّفاً ، وقد أفاد الباحث من معطيات الدرس الصوتي الحديث فضلاً على التوجيهات الصرفية للقدماء في هذا لبيان أنَّ الزائدَ في المضعَّف هو الأول .
  • استعمل البصير الأفعال ( تَنَگْلَزَ ، تَجَرْمَنَ ، تَبَلْشَفَ ) وهي أفعال معرَّبة مولَّدة، اشتقَّها من بعض الألفاظ الأجنبية الحديثة والمعاصرة ، وبناها على صيغة مزيد الرباعي بحرف (تَفَعْلَلَ) وهو استعمال أجازه بعض الصرفيين .
  • سجل البحث استعمال الشاعر صيغة (تَفَعْلَنَ) وهي من الصيغ النادرة الملحقة بصيغة (تَفَعْلَلَ) ، تمثَّلت بالفعل (تَنَسْوَنَ) . وقد أوردها الشاعر للدلالة على معنى التَّشَبُّه وهو معنى جديد لم تذكره الكتب الصرفية لهذه الصيغة .
  • جاءت بعض الأفعال في الديوان الشعري ذات معان محدثة ، كالأفعال (حَبَّذَ) ، (ابْتَكَرَ) ، (اسْتَقَلَّ) .
  • استطاع البصير صبَّ المادة اللغوية (طحن) في قالب صيغة (تَفَاعَلَ) فجاء بالفعل (تَطَاحَنَ) ليؤدي به دلالة المشاركة ، علماً أنَّ المعجمات اللغوية لم تأتِ على ذكر هذا الفعل؛ وبذا يتأكَّد للباحث تعريف المحدثين للصيغ بأنها (( قوالب فكرية تصبُّ فيها المعاني العامة فتحددها وتعطيها حجمها ومعناها ))([1]) .
  • مال شاعرنا إلى استعمال صيغة (اسْتَفْعَلَ) من دون بقية الصيغ المزيدة بثلاثة أحرف ؛ كونها صيغاً نادرة . وهو في ذلك يجاري الاستعمال اللغوي .
  • لاحظت الدراسة انحرافاً في دلالة الفعل (اسْتَبْقَى) من معنى الطلب الذي رصده المعجم إلى معنى الوجود داخل النصِّ الشعريِّ ، وهذا يبيِّن إمكانية الشاعر على تحريك الصيغة ضمن حيزها الدلالي الصرفي .

 

ثانياً : نتائج الإحصاء :

 

          ضمَّ ديوان الشاعر محمد مهدي البصير (12) اثني عشر صيغة فعلية مزيدة ، توزعت على ثلاثة فصول ، وهي ما يأتي :

الفصل الأول :

  1. 1.صيغة (أَفْعَلَ) : وكان عدد أفعالها (252) فعلاً ، تكرر بعضها فوصل العدد الكلي إلى (580) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (14) دلالة صرفية ، أشهرها : التعدية والجعل .
  2. 2.صيغة (فَعَّلَ) : وكان عدد أفعالها (158) فعلاً ، تكرر قسم منها فوصل العدد الكلي إلى (343) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (7) دلالات صرفية ، أشهرها : التكثير والتعدية .
  3. 3.صيغة (فَاعَلَ) : وكان عدد أفعالها (79) فعلاً ، تكرر بعضها فوصل العدد الكلي إلى (150) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (4) دلالات صرفية ، أشهرها : المشاركة والمبالغة .
  4. 4.صيغة (تَفَعْلَلَ) : وكان عدد أفعالها (12) فعلاً ، تكرر بعضها فوصل العدد الكلي إلى (15) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (3) دلالات صرفية ، أشهرها : المطاوعة والانتساب .
  5. 5.صيغة (تَفَعْلَنَ) : وكان عدد أفعالها (1) فعلاً واحداً لم يتكرر أدَّى دلالة التَّشَبُّه.

الفصل الثاني :

  1. 1.صيغة (افْتَعَلَ) : وكان عدد أفعالها (124) فعلاً ، مع التكرار وصل العدد الكلي إلى (210) أفعال ، بلغ عدد دلالاتها : (8) دلالات صرفية ، أشهرها : المبالغة والمطاوعة .
  2. 2.صيغة (تَفَعَّلَ) : وكان عدد أفعال هذه الصيغة (118) فعلاً ، مع التكرار وصل العدد الكلي إلى (189) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (11) دلالة صرفية ، أشهرها : المطاوعة والمبالغة .
  3. 3.صيغة (تَفَاعَلَ) : وكان عدد أفعالها (65) فعلاً ، مع التكرار وصل العدد الكلي إلى (92) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (5) دلالات صرفية ، أشهرها : المشاركة والتدرج .
  4. 4.صيغة (انْفَعَلَ) : وكان عدد أفعالها (33) فعلاً ، مع التكرار وصل العدد الكلي إلى (45) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (2) دلالتين صرفيتين ، هما : المطاوعة والمبالغة .
  5. 5.صيغة (افْعَلَّ) : وكان عدد أفعالها (5) أفعال ، مع التكرار وصل العدد الكلي إلى (9) أفعال ، أدَّت فيها جميعاً دلالة المبالغة .
  6. 6.صيغة (افْعَلَلَّ) : وكان عدد أفعالها (1) فعلاً واحداً لم يتكرر أدَّى دلالة المبالغة.

الفصل الثالث :

  • صيغة (اسْتَفْعَلَ) : وكان عدد أفعالها (48) فعلاً ، تكرر بعضها فوصل العدد الكلي إلى (73) فعلاً ، بلغ عدد دلالاتها : (7) دلالات صرفية ، أشهرها : الطلب والوجود .

          وبذا يتبيَّن أنَّ الزيادة في الصيغ الفعلية اتخذت شكلاً هرمياً قاعدته الفعل المزيد بحرف واحد ، ثمَّ المزيد بحرفين ، وأخيرا المزيد بثلاثة أحرف .

 

 

وآخرُ دَعوَانَا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .

 

 


[1]. مدخل إلى دراسة الصرف العربي : مصطفى النحاس : 13 .