زينب نعمة كيطان الوزني

 

الدافعية الأكاديمية الذاتية وعلاقتها بالأمن النفسي لدى طلبة المرحلة الإعدادية

مستخلص البحث

في السنوات الأخيرة كان موضوع الدافعية الأكاديمية الذاتية يمثل محور اهتمام كثير من الدارسين والباحثين في العلوم التربوية والنفسية، إذ إن الدافعية الأكاديمية الذاتية تهتم بانجاز النشاطات لأجل النشاطات نفسها، فالمتعة متأصلة في النشاط ذاته، حيث أن مصدر الدافعية الأكاديمية الذاتية هو المتعلم نفسه، لذا فانه يقدم على التعلم مدفوعا برغبة داخلية لإرضاء ذاته، وسعيا للحصول على المتعة من جراء التعلم وكسب المعارف والمهارات التي يحبها ويميل أليها لما لها من أهمية بالنسبة له. هذا وتعد الدافعية الذاتية شرطا أساسيا للتعلم الذاتي والتعلم المستمر ومن المهم نقل دافعية التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي، وتعليم المتعلم كيف يتعلم ليكون بمقدوره الاستمرار في التعلم الذاتي في المجالات التي طورت لديه الاهتمامات والميول نحوها، مما يدفعه إلى مواصلة التعلم فيها مدى الحياة (غباري، 2008: 44).

وقد تكون فاعلية الدافعية الذاتية مرهونة بتوفر الأمن النفسي لأشخاص أو لجماعات معينة يربطها رابط اجتماعي أو فئوي أو دراسي ما. وتأتي الحاجة إلى الأمن النفسي في مقدمة الحاجات النفسية (غير العضوية) وأهمها على الإطلاق وإذا ما أشبعها الإنسان تهيأ لإشباع حاجاته النفسية والاجتماعية الأخرى. وتشتمل الحاجة إلى الأمن تجنب الألم والتحرر من الخوف أياً كان مصدره والشعور بالأمن والاطمئنان، ولا تظهر هذه الحاجة عند الفرد إلا بعد أن يشبع حاجاته البيولوجية ولو جزئياً، وهذا ما يؤكد الترابط المتين بين حاجات الفرد البيولوجية وحاجته إلى الأمن (المحمداوي، 2007: 8). وعليه كان هدف هذه الدراسة التعرف على:-

– مستوى الدافعية الأكاديمية الذاتية لدى طلبة المرحلة الإعدادية.

– الفروق الإحصائية في الدافعية الأكاديمية الذاتية على وفق متغير: الجنس (ذكور– إناث )، التخصص (علمي –أدبي).

– مستوى الأمن النفسي لدى طلبة المرحلة الإعدادية.

– الفروق الإحصائية في الأمن النفسي وفقا لمتغير الجنس (ذكور– إناث )،التخصص (علمي –أدبي)

– العلاقة بين الدافعية الأكاديمية الذاتية والأمن النفسي لدى طلبة المرحلة الإعدادية.

واقتصر البحث الحالي على عينة مؤلفة من (360) طالباً وطالبةً من المراحل الثلاث ومن الفرعين العلمي والإنساني ومن الذكور والإناث تم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية من طلبة المرحلة الإعدادية و للعام الدراسي (2010-2011).

 

     وتحقيقاً لأهداف البحث قامت الباحثة ببناء مقياس الدافعية الأكاديمية الذاتية والذي يتكون من خمسة مكونات والتي حددها الخبراء والمتمثلة في :حب الاستطلاع، دافع الانجاز، مستوى الطموح، التحدي، الكفاءة المستقلة، وقد تحققت الباحثة من الخصائص السيكومترية للمقياس إذ تم استخراج الصدق بطريقتين وهما : الصدق الظاهري، وصدق البناء. كما استخرجت الثبات بالطرق الآتية: إعادة الاختبار فبلغ معامل الثبات (0.80)، ومعامل إلفا كرونباخ فبلغ معامل الثبات (0.90).

وتكون المقياس بصورته النهائية من (39) فقرة صالحة لقياس الدافعية الأكاديمية الذاتية. كما قامت الباحثة بتبني( مقياس ماسلو للأمن النفسي) و الذي يتكون من (75 ) فقرة بصورته الأولية وفي صورته النهائية يتكون من (73) فقرة واستخرجت الصدق والثبات، إذ تم استخراج الصدق بطريقة الصدق الظاهري، كما استخرجت الثبات بطريقة إعادة الاختبار فبلغ معامل الثبات (0.85).

  

وقد طبقت الباحثة المقياسين على عينة البحث الأساسية، وبعد تحليل البيانات ومعالجتها إحصائياً باستخدام الاختبار التائي لعينة واحدة الاختبار التائي لعينتين مستقلين، معامل ارتباط بيرسون، مربع كاي، ومعادلة إلفا كرونباخ، قد توصلت الباحثة إلى النتائج الآتية:-

1-                يتمتع أفراد عينة البحث بدافعية أكاديمية ذاتية عالٍية.

2-       لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الدافعية الأكاديمية الذاتية وتبعاً لمتغير الجنس (ذكور – إناث ) و التخصص (علمي –أدبي).

3-                يتمتع أفراد عينة البحث بفقدان الشعور بالأمن النفسي بصورة عالية.

4- يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الأمن النفسي تبعاً لمتغير الجنس(ذكور- إناث) ولصالح الذكور و التخصص (علمي–أدبي) ولصالح التخصص العلمي.

5-هناك علاقة عكسية سلبية بين الدافعية الأكاديمية الذاتية والأمن النفسي.

وفي ضوء النتائج وضعت الباحثة جملة من التوصيات ومن أهمها.

-توجيه نظر القائمين على العملية التعليمية والتربوية وأولياء الأمور إلى ضرورة معرفة مستوى الدافعية الأكاديمية الذاتية لدى الطلبة، والعمل على تنميتها أو تعزيزها لما لها من دور هام وتأثير مباشر على جميع الأنشطة.

حث إدارات المدارس لاستثمار المستوى العالي للدافعية الأكاديمية الذاتية لدى طلبة الإعدادية وتعزيز شعورهم بالأمن النفسي.      

 

إما المقترحات ومن أهمها.

    دراسة العلاقة بين الدافعية الأكاديمية الذاتية ومتغيرات أخرى مثل نمط الشخصية، المسؤولية الاجتماعية، موقع الضبط، التفكير الإبداعي، التفكير الناقد، الخجل، الفعالية الذاتية، قلق الاختبار، واستراتيجيات التعلم والاستذكار.