دعاء عباس رشيد جاسم الطرفي

                                                المستخلص

تعد مشكلة تملح الأراضي من أهم المشاكل التي تعاني منها الزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة التي هي أثمن الأراضي, حيث تحد من زراعة الكثير من المحاصيل , إذ ينجم عنها هجرة الأراضي الزراعية المتملحة وزيادة الضغط على الأراضي الأقل تملحا واستغلالها بشكل كبير , مما أدى إلى تدهور في صفات التربة وما تحتويه من مواد عضوية ضرورية لنمو النبات , بل أنها اتخذت مشكلة التملح طابعا عالميا يهتم به الباحثون في مجال الزراعة والإنتاج النباتي لارتباطها الوثيق بمصدر غذاء الإنسان , لذلك انطلقت هذه الدراسة لمعرفة تأثير العوامل الجغرافية (الطبيعية منها والبشرية) في تملح أراضي قضاء الهندية, والوقوف على أبرز العوامل التي أدت إلى ظهور المشكلة وتفاقمها.

توصلت الرسالة في ثنايا فصولها إلى أن المقومات الجغرافية في المنطقة هيأت ظهور المشكلة, إذ اتصف المناخ بالجفاف إذ ترتفع درجات الحرارة وينعدم سقوط الأمطار الذي يرافقهما ارتفاع معدلات التبخر صيفا, مما أسهم في بروز الملوحة , ناهيك عن عمليات التجوية التي تعد مصدرا لمعظم الايونات التي تتكون منها الأملاح لاسيما الصخور الرسوبية ,فضلا عن العوامل الطبيعية الأخرى التي هيأت في ظهور المشكلة كالانحدار والتركيب الجيولوجي ……,وأوضحت الدراسة بأن نوعية المياه (السطحية منها والجوفية) التي استخدمت في عملية الري احتوت على نسبة من الأملاح وهذا ما تم الكشف عنه بعد الاطلاع على نتائج تحاليل المياه المأخوذة من ضمن منطقة الدراسة وطبقا للمعيار الملوحة الأمريكي , تبين أنها تقع ضمن الصنف ( C3,C4 ) التي لا تستخدم هذه المياه في عملية الري ألا بعد توفر شروط معينة (شبكة بزل).

ومما تجدر الإشارة إليه أن ظهور مشكلة الرشح في بعض المقاطعات ضمن منطقة الدراسة , نتيجة لعدم كفاءة مادة تبطين الجداول حيث تعرضت لعمليات التصدع والتكسر الذي كان سببا في ترشح المياه الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مناسيب الجوفية وصعودها بالخاصية الشعرية وترسبها على السطح بعد تعرضها للتبخر تاركا خلفها الأملاح ,لا يقل دور العوامل البشرية عن العوامل الطبيعية في مشكلة التملح, إذ أوضحت استمارة الاستبيان ملحق(1) والملاحظة المباشرة للباحثة بأن ترك الأرض بورا دون زراعة ,واستخدام ري الأراضي سيحا, والتوسع في الزراعة الصيفية , وكثرة استخدام الأسمدة كل ذلك أثر بشكل واضح في تفشي مشكلة الملوحة, فضلا عن سوء إدارة الإنسان للتربة والمياه.

وأن التباين في تأثير هذه العوامل ترتب عليه أيضا تباين في توزيع الترب الملحية في منطقة الدراسة, حيث ظهر هذا التباين سواء بين الوحدات الإدارية الثلاث (مركز القضاء, الجدول الغربي, الخيرات) أو بين الوحدة الإدارية نفسها.وأخيرا أوضحت الدراسة الآثار المباشرة وغير مباشرة للتملح (التربة, المياه) على مساحات وإنتاج المحاصيل الزراعية (الحقلية), واستنادا إلى هذه الاستنتاجات تم وضع الحلول والمقترحات لمعالجة مشكلة الملوحة,وفيها نرى الكثير من الجوانب التي يمكن تطبيقها بالواقع من اجل استصلاح التربة من جديد.