المستخلص….
تسعى هذه الدراسة إلى تناول التعلم التنظيمي وأثره في تحقيق القدرات التنافسية للمنظمة (دراسة مقارنة لآراء عينة من الهيأة التدريسية في جامعات الفرات الأوسط ) . فالتغييرات التكنولوجية والعلمية والتحولات الجذرية التي شهدها العالم نحو عصر المعرفة والمعلومات ، جعلت التغيير في المنظمات ضرورة حتمية ، وعلى الرغم من أهمية التعلم التنظيمي وتبني بعض المنظمات له بغية تعزيز قدراتها التنافسية ، فأننا نجد أن الجامعات المبحوثة لا تزال لا تدرك أهمية دور التعلم التنظيمي في تحقيق القدرات التنافسية ، وهذه مشكلة الدراسة التي تركز عليها وتعمل على وضع الحلول المناسبة لها قدر الإمكان ، كما تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من أهداف منها :-
- 1.معرفة مدى تبني الجامعات المبحوثة للتعلم التنظيمي بأبعاده في تعزيز قدراتها التنافسية .
- 2.تحديد علاقات الارتباط بين التعلم التنظيمي والقدرات التنافسية بأبعادها .
- 3.تحديد علاقات التأثير بين التعلم التنظيمي ، والقدرات التنافسية للجامعات .
وبهدف تحقيق هذه الأهداف تبنت الدراسة مخططاً فرضياً يعبر عن العلاقات المنطقية بين المتغيرات ، ومن أجل الكشف عن طبيعة هذه العلاقات ، تم طرح فرضيات عدة بوصفها إجابات أولية تسعى إلى التحقق من مدى صحتها ، وفي هذا السياق تم اعتماد ثلاث فرضيات رئيسة و على النحو الآتي : –
- 1.لا تتباين اهتمامات الجامعات المبحوثة في تبني التعلم التنظيمي والقدرات التنافسية.
- 2.لا توجد علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية بين التعلم التنظيمي، والقدرات التنافسية للجامعات.
- 3.لا توجد علاقة تأثير ذات دلالة إحصائية بين التعلم التنظيمي، والقدرات التنافسية للجامعات.
ولغرض تطبيق هذه الدراسة ميدانياً واختبار فروضها، تم اختيار جامعات الفرات الأوسط (كربلاء ، بابل ، الكوفة ، القادسية )، لكونها تتمتع بالقدرات العلمية والبشرية وترفد المجتمع بكوادر علمية كفوءة ، وتم استخدام استمارة الاستبيان أداة رئيسة في جمع البيانات المتعلقة بالجانب الميداني ، وقد بلغ حجم العينة التي شملتها هذه الدراسة ( 230 ) من أعضاء الهيأة التدريسية في جامعات الفرات الأوسط من مجتمع الدراسة الأصلي البالغ (800 ) تدريسي وعلى وفق الدرجة العلمية ( أستاذ، أستاذ مساعد )، وقد استخدم البرنامج الإحصائي spss-12- windows for لغرض أجراء المعالجات الإحصائية ، وتوصلت هذه الدراسة إلى استنتاجات عدة منها : –
- 1.تتباين اهتمام الجامعات المبحوثة في تبني متغيرات الدراسة التعلم التنظيمي والقدرات التنافسية للمنظمة .
- 2.وجود علاقات ارتباط وتأثير معنوي وذات دلالة إحصائية بين متغيرات الدراسة وبدرجات متفاوتة .
وقد تضمنت هذه الدراسة توصيات عدة منها :-
- 1.ضرورة تبني الجامعات المبحوثة بناء شامل للتعلم التنظيمي بأبعاده كافة، والعمل على نشر ثقافة التعلم في الجامعات ، وتوفير بيئة أكثر ملائمة تدرك أهمية التعلم التنظيمي في تعزيز قدراتها التنافسية ، ووضع خطط وبرامج تعمل على تفعيل أبعاد التعلم التنظيمي على مستوى الجامعات .
- 2.الاهتمام برسم الاستراتيجيات اللازمة لتطوير معارف التدريسيين وقدراتهم الإبداعية والكشف عنها بوصفها استثماراً مستقبلياً يخدم المعرفة من خلال إقامة دورات تطويرية ودورات التعليم المستمر، وتحفيزهم ودفعهم لتوظيفها بما يخدم أهداف الجامعات وتطلعاتها المستقبلية .
- 3.دعوة الجامعات المبحوثة إلى نشر مفهوم التعلم التنظيمي بين أعضاء الهيأة التدريسية ، وذلك عن طريق عقد المؤتمرات والندوات وعمل البرامج التدريبية الهادفة إلى التوعية بدور التعلم التنظيمي في تعزيز القدرات التنافسية للجامعات .