المقدمة Introduction
يتعرض الجلد نتيجة لتفاعل الانسان المستمر مع البيئة المحيطة به للكثير من الاصابات المختلفة بالنوع والشدة كالجروح والحروق مثل الحروق الرطبة (السوائل الحارة) او الحروق الجافة (كاللهب واشعة الشمس) فضلا عن حالات الجفاف الشديد للجلد اذ تؤدي تللك العوامل الى تلف جزئي أو كلي لطبقات الجلد المختلفة , ان حدوث خلل اوفقدان في الخط الدفاعي الاول للجسم والمتمثل بالجلد الشئ الذي قد يكون عامل مهيئ لحصول خمج بالجراثيم الانتهازية خصوصا تلك التي تنتشر بشكل كبير في البيئة والتي تتخذ من التلف الحاصل في الجلد التي لاتستطيع اختراقه سليما كبوابة للدخول الى جسم الانسان واحداث اصـــابات مختلفـــــــــــــــــة ذات تاثيــــــــــــــــــــــــــــر ســـــــــــــــــــــــــلبي على الصـــــــــحة العامـــــــــــــــــــــة للفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد Murakawa and Aufiero, 2005;Chung et al.,2008) ).
تعد الحروق من اخطر الاضرار التي تلحق بالجلد من الناحية البدنية والنفسية فبعد الاصابة يكون الجلد المتضرر وبيئة مناسبة لغزو الاحياء المجهرية التي تكتسب من البيئة المحيطة بالمصاب اومن بيئة المستشفى التي تعد احد اهم االمصادر لتلك الجراثيم اومن المريض نفسة (Normal flora) والتي تكون مسؤولة عن زيادة نسبة الوفيات بين هؤلاء المصابين خصوصا عـــــــــند وصولها الى الدم واحداث الاصابات الجهازية تعرف بالاتنان الدموي (Septicema) (Pralat et al., 1994 ;Serour et al., 2006) .
تعد بكتريا الزوائف الزنجارية من اكثر انواع الجراثيم انتشارا وقدرة على احداث الاصابة بين مرضى الحروق حيث تاتي اهميتها لامراضيتها العالية للانسان من خلال ماتملكه من عوامل ضراوة متعددة بالاضافة الى قابليتها على البقاء والتكاثر في البيئات الرطبة التي تحوي على كميات قليلة من المواد العضوية (Baltimore,2007; Murray,et al.,2003). ازدادت الأهمية الطبية مؤخرا لهذه الجرثومة لكونها تمتلك مقاومة عالية لكثيرمن المضادات الحيوية بسبب امتلاكها لكثير من الوسائل للمقاومة الذاتيا كما لها القدرة على تطوير مقاومة جديدة عند التعرض الى المواد المضادة للجراثيم ،مما أدّى إلى نشوء سلالات يمتاز العديد منها بصفة تعدد المقاومة للمضادات الحيوية (Millesimo et al., 1996; Rastegar-Lari et al.,2005).
ان بكتريا الزوائف الزنجارية نادرا ما تكون ممرضة للاشخاص السليمين لكنها تشكل خطرا حقيقيا للمرضى الراقدين داخل المستشفيات خصوصا المرضى الذين يعانون من الحروق والجروح ,لاسيما المرضى المعتلين مناعيا كمرضى السرطان ومرضى نقص المناعة المكتسبة و المرضى الراقدين في المستشفى لاكثر من اسبوع كالمرضى في وحدات العناية المركزة بسبب قدرتها على غزو واستعمار واصابة انسجة الجسم بالضرر ومن ثم انتشارها الى مجرى الدم والاعضاء الاخرى من جــــــــهة (Fiorillo et al.,2001) .وامتلاكها عوامل ضراوة واليات متنوعة تساعدها على مقاومة كثير من المضادات الحيوية والمركبات الكيمياوية المستخدمة في التعقيم والتطهير كاليات إنخفاض نفاذية الغشاء الخارجي ، أو امتلاكها مضخات دفق متعددة العقاقير، بالاضافة الى انتاج العديد إنتاج من إلانزيمات المحطمة للمضاد الحيوي مثل إنزيمات β-lactamases التي تساعد تلك البكتريا على مقاومة كل من البنسلين والسيفالوسبورين من جهة اخرى(GreenWood et al., 2007).
لذا فان الاستخدام العشوائي والمتكرر للمضادات الحياتية كان وما يزال السبب في ظهور بعض السلالات الطافرة التابعة لهذه الجراثيم ذات المقاومة لجميع المضادات الحياتية الشئ الذي ادى الى تقلص الخيارات العلاجية للاصــــــــابات الناتجة عنها (Kinipis et al.,2006) . وان تطور مقاومة بكتريا الزوائف الزنجارية بمرور الزمن اصبحت مشكلة شائعة وخاصة في الحالات المرضية المزمنة لذا فقد كان من الضروري اعطاء العلاج بشكل مزدوج (Combination) بسبب لزيادة فعالية العلاج المفرد (Monotherapy) (Hall,2004). لذلك فقد هدفت الدراسة الى:
الكشف عن بعض الجينات المسؤولة إنتاج إنزيمات البيتالاكتاميز واسعة الطيف (ESBLs) المسببة لمقاومة المضادات الحياتية لدى عزلات بكتريا P.aeruginosa من المصابين بالحرق من خلال الكشف :
* الكشف الجزئي عن جين OXA-10 و PER-1 باستخدام تقنية سلسلة تفاعل إنزيم البلمرة PCR.
* التحري عن مستويات بعض المعايير المناعية الخلطية والخلوية لدى مرضى الحروق من خلال تقدير مستوى بعض الحركيات الخلوية والبروتينات المصلية وبيان التغير الحاصل في العد الكلي والتفريقي لخلايا الدم البيض في هؤلاء المصابين .