مستخلص الدراسة
ركزت الدراسة بأهدافها ومنهجها المستخدم على دراسة خدمات التعليم الجامعي (الاهلي) في محافظة كربلاء، لتقييم كفاءتها و تحليل التوزيع المكاني لهذه الخدمات في المحافظة ومعرفة مدى ملاءمة هذا التوزيع لمتطلبات السكان وتلبية احتياجاتهم الاساسية من هذه الخدمة, مركزا على واقع المؤشرات البشرية والجغرافية لهذه الخدمة, وبيان تأثيرها على المنظومة الحضرية لمدينة كربلاء .
ومن خلال النتائج التي توصلت إليها الدراسة باستخدام العديد من الأساليب العلمية مستندا بشكل كبير إلى الدراسة الميدانية التي شملت مؤسسات هذه الخدمة وهي كل من (جامعة اهل البيت, وكلية ابن حيان الجامعة, وكلية الصفوة الجامعة, وكلية الحسين الهندسية الجامعة, وكلية الطف الجامعة), فضلاً عن تحليل العديد من معايير الجودة التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومقارنتها مع واقع حال هذه المؤشرات فيها, كالمساحة, وعدد الطلبة في القاعة الدراسية, وتوفر قاعة مؤتمرات وندوات, والمكتبات, والملاعب الرياضية, والنوادي الطلابية, والمرافق العامة والخاصة, والاقسام الداخلية, والعيادات الطبية, ونسبة عدد الأساتذة الى عدد الطلبة, من اجل تقييم كفاءة هذه الخدمة, واستخدام أسلوبي المسافة المعيارية وقرينة الجار الأقرب في معرفة الكيفية التي تتوزع فيها هذه المؤسسات فضلاً عن العديد من الأساليب الكمية والإحصائية كمعامل الارتباط ومعامل الانحدار الخطي للعديد من متغيرات هذه الخدمة, فضلاً عن استخدام معياري درجة رضا الطلبة عن الخدمة ومؤشر سهولة الوصول.
اتضح ان هذه المؤسسات لم تحقق كفاءة عالية في توفير المعايير التي نصت عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, كالنقص الكبير في المساحة المخصصة للطلبة من المساحة الكلية للمؤسسة التعليمية, فضلاً عن قلة الفضاءات المفتوحة والمساحات الخضراء وقلة المصادر والمراجع في المكتبات وعدم توفر العيادات الصحية فضلاً عن عدم توفر الاقسام الداخلية في معظم هذه المؤسسات, على الرغم من اعتراف الوزارة بها الا أنها لم تحقق القدر المناسب من هذه المعايير, اما عن توزيعها الجغرافي فكان يعاني من العشوائية وعدم الانتظام .
كما اتضح ان عدد الطلبة الملتحقين للدراسة فيها شكلوا نسبة (2,5٪) من مجموع الفئه العمرية في سن الدراسة الجامعية (18-24) سنه في المحافظة, اما عن الاسباب التي دفعت الطلبة الى الدراسة في الكليات الاهلية فوجد ان (34٪) من عدد الطلبة فضلوا الدراسة فيها نتيجة لتوفر الاختصاصات العلمية التي يرغبون في دراستها مثل اختصاص القانون والصيدلة وطب الاسنان, كما ان (65٪) من الطلبة فضلوا الدراسة فيها نتيجة لعدم رضاهم عن قبولهم المركزي في المؤسسات الحكومية, على الرغم من ارتفاع اجور الدراسة في بعض هذه الاقسام, كقسم الصيدلة وقسم طب الاسنان .
اما مؤشر سهولة الوصول للطلبة فقد سجلت جامعة اهل البيت اعلى النسب في سهولة الوصول اليها بواقع (49٪) من الطلبة يقطعون مسافة اقل من 5كم. وعن الوقت المستغرق في الرحلة فكانت جامعة اهل البيت في طليعة هذه المؤسسات اذ سجلت نسبة (62٪) من طلبتها يستغرقون زمن قدره 30 دقيقه. كما سجل خلل واضح في كفاءة النقل العام في المحافظة حيث وجد ان (73٪) من الطلبة يستخدمون النقل الخاص في الرحلة الى الجامعة وهو مؤشر على ضعف النقل العام في المحافظة .
اما عن معيار درجة الرضا عن الخدمة المقدمة للطلبة فقد تباينت المؤسسات في درجة الرضا عن الخدمة المقدمة لهم اذ كانت اعلى النسب تشير الى رضا الطلبة عن كلية الطف الجامعة واقل النسب تشير الى كلية الحسين الهندسية الجامعة .
اثرت هذه المؤسسات في البنية الحضرية لمدينة كربلاء, نتيجة لجذبها العديد من الاستعمالات الحضرية مما جعلها قطباً من اقطاب النمو في المحافظة, ويبرز دورها الحضري من خلال تغييرها لاستعمالات الأرض الزراعية الى استعمالات اخرى حيث تحول (69,1) دونم من الاراضي الزراعية الى استعمال تعليم وبنسبة (89,5٪) وتجارة بنسبة (4,3٪) ونقل بنسبة (6,2٪), من الاراضي التي تغير استعمالها بفعل استحداث مؤسسات التعليم الجامعي الاهلي في المحافظة.
ظهر من نتائج الدراسة الميدانية ان كلية الصفوة الجامعة تمتلك اوسع اقليم وظيفي بين هذه المؤسسات اذ تصل نسبة الطلبة من الذين يدرسون فيها من خارج المحافظة الى (35,2٪) من مجموع طلبتها, وبلغت نسبتهم في كلية ابن حيان الجامعة (2,8٪), وبلغت نسبتهم في كلية الحسين الهندسية الجامعة (1,5٪), اما كلية الطف الجامعة فكانت نسبتهم فيها (1,3٪), وجاءت جامعة اهل البيت بأقل عدد من الطلبة من خارج المحافظة بنسبه بلغت (1٪), عموماً شمل الاقليم الوظيفي لهذه الخدمة جميع المحافظات العراقية عدا محافظتي ( اربيل ودهوك), وهذا مؤشر على اهمية هذا النوع من التعليم في زيادة الترابط بين جميع ارجاء البلد وخلق حاله من التواصل الثقافي والاجتماعي بين افراد المجتمع العراقي .