ساره سعيد حسن

الخلاصة

هدفت الدراسة الحالية الى معرفة فعالية العسل المضادة للمؤكسدات و التأثير التثبيطي للعسل على البكتريا المعزولة من الجروح ، كما تضمنت الدراسة معرفة المكونات الكيميائية الفعالة الداخلة في تركيب العسل و التي تمنح العسل فعاليته المضادة للمؤكسدات و للبكتريا، كما هدفت هذه الدراسة الى معرفة تأثير العسل على عملية البلعمة خارج الجسم الحي، تم استخدام 120 حيوان من ذكور الجرذ الابيض حيث تم تقسيمهم عشوائياً الى مجموعتين، المجموعة الاولى 30 جرذاً عدت مجموعة سيطرة و المجموعة الثانية 90 جرذاً تم استحداث الاجهاد التأكسدي لديهم عن طريق تجريعهم بمادة بيروكسيد الهيدروجين H2O2 بتركيز 0.5 % مع ماء الشرب لمدة 30 يوماً .

بعد ذلك تم وزن جميع الحيوانات لمعرفة التغير الحاصل في وزن الجسم ثم قياس مستويات كل من عامل النخر الورمي الفا Tumor Necrosis Factor-a وانزيم السوبر اوكسايد دسميوتيز Super Oxide Dismutase1 و الكلوتاثايون Glutathione في مصل دم هذه الجرذان من خلال تقدير مستوياتهم بتقنية الأليزا (ELISA)Enzyme Linked Immunosorbent Assay واظهرت النتائج وجود انخفاض معنوي (P<0.01) في معدلات اوزان الحيوانات بعد التجريع ببيروكسيد الهيدروجين مقارنة بالوزن قبل التجريع ، كما اظهرت النتائج وجود ارتفاع معنوي (P<0.01) في معدلات تركيز كل من عامل النخر الورمي الفا (TNF-α) والذي بلغت قيمته 77.22 بيكو غم/مل مقارنة بمجموعة السيطرة البالغة 42.20 بيكو غم/مل وانزيم السوبر اوكسايد دسميوتيز(SOD1) والذي بلغت قيمته 0.40 بيكو غم/مل مقارنة بمجموعة السيطرة البالغة 0.22 بيكو غم/مل بينما كان هناك انخفاض معنوي (P<0.01) في تركيز الكلوتاثايون (GSH) حيث بلغت قيمته 0.53 بيكو غم/مل مقارنة بمجموعة السيطرة البالغة 1.34 بيكو غم/مل.

تم عزل 30 جرذاً من مجموعة الجرذان المجرعة ببيروكسيد الهيدروجين وعدت مجموعة سيطرة موجبة ، اما المجموعة المتبقية من الجرذان و البالغ عددها 60 جرذاً تم تقسيمهم اعتماداً على وزن الجسم الى ست مجاميع لكل مجموعة 10 جرذان حيث جرعت هذه المجاميع بتراكيز مختلفة من العسل (25% ، 50% ، 75% ، 100%) بجرعة 500 ملغم/كغم من وزن الجسم كما جرعت بعض المجاميع بفيتامين C بجرعة 200 ملغم/كغم من وزن الجسم لمدة 14 يوم .

بعد انتهاء فترة المعاملة تم وزن جميع الحيوانات و تقدير مستويات كل من TNF-α و SOD1 و GSH في مصل دم هذه الجرذان بتقنية الأليزا (ELISA) لمعرفة التغير الحاصل في مستوياتها بعد التجريع بالعسل ، اظهرت النتائج وجود ارتفاع معنوي (P<0.01) في معدلات اوزان الجرذان التي تم تجريعها بالعسل مقارنة بقبل التجريع، كما بينت النتائج انخفاض مستويات كل من TNF-α وSOD1 و ارتفاع مستوى GSH و بشكل معنوي (P<0.01) في مجاميع الحيوانات التي جرعت بالتراكيز المختلفة للعسل و بفيتامين C مقارنة بمجموعة السيطرة الموجبة .

كما تضمنت الدراسة اختبار فعالية العسل التثبيطية تجاه البكتريا الموجبة لصبغة كرام   aureus Staphylococcus و البكتريا السالبة لصبغة كرام Pseudomonas aeruginosa المعزولتان من الجروح و بنفس تراكيز العسل المذكورة مسبقاً. بينت النتائج ان تركيز 100% قد اظهر اعلى منطقة تثبيط لبكتريا aureus S. حيث بلغت قيمتها 32.63 ملم بينما اظهر هذا التركيز اعلى منطقة تثبيط لبكتريا P. aeruginosa والتي بلغت قيمتها 15.25 ملم، كما تم حساب التركيز المثبط الادنى MIC)) و التركيز القاتل الادنى (MBC) للعسل لكلا نوعي البكتريا حيث بلغت قيمة التركيز المثبط الادنى 12.5% لكلا النوعين بينما بلغت قيمة التركيز القاتل الادنى 25% لكل من نوعي البكتريا .

كما تم تقييم مدى تأثير العسل على عملية البلعمة ضد بكتريا المكورات العنقودية الذهبية aureus S. و بينت النتائج بان عينة الدم المعاملة بالعسل اظهرت ارتفاعاً في النسبة المئوية للبلعمة مقارنة بعينة السيطرة .

وفي ضوء ما قدمته نتائج الدراسة نستنتج ان للعسل تأثيراً مضاداً للأكسدة في الجرذان المعرضة للاجهاد التأكسدي المستحث ببيروكسيد الهيدروجين كما ان له فعالية تثبيطية ضد بكتريا الجروح و تأثيراً مهماً في الاستجابة المناعية للجسم و تحفيزعملية البلعمة .