زهراء تكليف منديل |
المرويات التأريخية لمحمد بن شهاب الزُّهري ( ت124هـ /742م) المرحلة المكيّة أنموذجًا | الماجستير في التأريخ الإسلامي |
المـلخـص
أن دراستنا في هذا البحث يختص في السيرة النبوية بعنوان ( مرويات محمد بن شهاب الزهري ( ت124هـ / 742م ) المرحلة المكية أنموذجاً – دراسة تحليلية – ) حيث تبحث في جمع مرويات أحد رواة السيرة النبوية وهو محمد بن شهاب الزهري ومعرفة طريقة تناوله لسيرة الرسول الكريم (ص) ومدى مصداقيته في نقل الأحداث .
أن السيرة النبوية هي أكثر الموضوعات التأريخية أستقطاباً لكتابات المؤرخين والمحدثين من القرن الأول وحتى القرن الحالي ، وهي أهم ما أهتم بها العلماء والمؤرخين والمحدثين لأنها من الأمور المهمة وذات القدسية الخاصة عند المسلمين كافة ، وأن التحريف والتزوير في مرويات السيرة النبوية دفعتنا الى دراسة شخصية الزهري والتحقيق من صحة مروياته في السيرة النبوية المرحلة المكية تحديداً لأنصاف سيرة الرسول (ص) .
لقد تناولنا في هذه الدراسة أحداث ما قبل ولادة النبي (ص) وحتى هجرته الى يثرب ، ، فتضمنت المقدمة وثلاث فصول وخاتمة والمصادر والمراجع ، فتناول الفصل الأول سيرة الزهري ومنهجه وموردهُ ، وقسمنا هذا الفصل الى أربع مباحث ، فإما المبحث الأول فأختص بدراسة سيرة الزهري ، وإما المبحث الثاني فتناول رحلاته وشيوخه وتلاميذه وتميزه العلمي وطبقته ورآي العلماء فيه وأخيراً صفاتهُ ، إما المبحث الثالث فأختص بدراسة منهجه في المرحلة المكية ابتدأ من الأسناد وإيراده للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإيراده للشعر، وذكره الموقع الجغرافي ، وإيراده العدد والوثائق السياسية ، إما المبحث الرابع فقد كرس لدراسة موارده فقسم الى الموارد المصرح بها والموارد الغير مصرح بها ، وبحثنا في الفصل الثاني مرويات الزهري من قبل المولد النبوي أذ قسم هذا الفصل الى ثلاث مباحث ، فتناول المبحث الأول أحداث ما قبل المولد النبوي حادثة الفيل وحفر زمزم ونذر عبد المطلب حتى ووفاة عبد الله ، إما المبحث الثاني فتناول أحداث المولد النبوي وأسماء النبي (ص) ورضاعتهُ حتى كفالة عمه أبو طالب له ، إما المبحث الثالث فقد جاء ليكمل فترة شباب الرسول (ص) قبل نزول الوحي عليه حيث تضمن هدم الكعبة ، وحرب الفجار وكذلك حلف الفضول وتجارة السيدة خديجة (؛) وزواج النبي وذكرأبنائه .
إما الفصل الثالث فقد خصص لدراسة البعثة النبوية من فترة نزول الوحي وحتى هجرته الى يثرب وبدء المرحلة المدنية ومرحلة المغازي ، فقد أحتوى هذا الفصل على ثلاث مباحث ، الأول منهُ يشمل نزول الوحي على النبي (ص) ، ومن ثم أنقطاع نزول الوحي حتى ووفاة ورقة بن نوفل ، إما المبحث الثاني فقد أختص بالدعوة الإسلامية ومدة الدعوة السرية والعلنية وأول من أمن بالرسول (ص) ، ودعوة القبائل الى الدين الإسلامي ، حتى وفاة السيدة خديجة و زواج النبي (ص) من السيدة عائشة ، إمّا المبحث الثالث فقد خصص لهجرة المسلمين الى الحبشة والمدينة فقد تناول أولاً للهجرة الى الحبشة ومن ثم الأسراء والمعراج ، وايضاً بيعة العقبة وكذلك هجرة المسلمين الى يثرب وأستقبال أهلها له .
أعتمد البحث على عدد من المصادر والمراجع الحديثة التي جمعت مادة البحث وكانت ذات أختصاصات مختلفة ، فمنها ما هو مختص بعلوم القرآن ، ومنها ما هو مختص بالسيرة النبوية ، ومنها ما هو مختص بكتب التاريخ الخاص والتاريخ العام ، و الطبقات ، و كتب البلدان ، و كتب اللغة ، ومن أهم الكتب التي أستخدمت في هذا البحث هي كتب السيرة النبوية ، ومن أبرزها كتاب المغازي النبوية لمؤلفه الزهري ، وكتاب السير والمغازي لابن أسحاق ، وكتاب السيرة النبوية لمؤلفه ابن هشام ، وايضاً كتب التاريخ وأبرزها كتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري ، وإما كتب التراجم فقد كان أهم كتاب أستخدم هو كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد ، وغيرها الكثير من المصادر .
إما المراجع فقد أستعنا في هذه الدراسة بالمراجع الحديثة وتم الأستفادة من اراء مؤلفيها ، ومن أبرز هذه الكتب هو كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار لمؤلفه المجلسي وكتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم لمؤلفه مرتضى العاملي ، وغيرها من الكتب التي تم الأستعانة بها لنقد وتحليل مرويات الزهري .
إما أهم النتائج التي تم التوصل أليها في هذا البحث هي عدم مصداقية الزهري في نقل الأحداث التأريخية التي تخص سيرة النبي (ص) وأن معظم مروياته محرفة و للزهري دور كبير في تحريفها بما يخدم مصلحته الشخصية التي تمثلت برغبته بتحسين وضعه المعيشي وفي الحصول على المكانة المرموقة في المجتمع فقام بأستخدام منهج الأحاديث المزورة والمقلوبة تنفيذاً لأوامر الخلفاء الأمويين .