سليم حسين جاسم ياسر الزرفـي |
التباين المكاني لخدمات المــــاء الصالح للشرب والصرف الصحي في مدينة الهندية | الماجستير في الجغرافية التطبيقية |
المستخلص
ترتبط خدمات البنى التحتية ارتباطاً وثيقاً بحياة المجتمعات، وخاصة الماء الصالح والصرف الصحي فهي العمود الفقري للسكان في المدن، فتوفرها بالشكل الكفوء يسهم في ايجاد بيئة صحية وسليمة في المنطقة الحضرية، لذا لابد من تطويرها وتنميتها بما ينعكس على بقية القطاعات الاخرى، وتأمين الحصول عليها وفقاً للمعايير المعتمدة لتحقيق اقصى الفائدة منها، وتأسيساً على ذلك جاءت الدراسة التي تناولت (التباين المكاني لخدمات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي في مدينة الهندية)، اذ طرحت تساؤلات عدة عن واقع خدمة الماء الصافي والمجاري في مدينة الهندية من حيث توزيعها المكاني، وتقييم مدى كفاءة وكفاية هاتين المنظومتين من حيث الخدمة التي تقدمها، ومدى امكانية رسم صورة لمستقبل هاتين لمنظومتين في ضوء التوسع الحضري للمدينة حتى عام 2033 م.
اعتمدت الدراسة المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والتحليلي في استعراض واقع حال هاتين المنظومتين وتقييم كفايتها وكفاءتها وفق معايير محددة لكل خدمة لقياس جوانب الخلل في التوزيع والعجز الوظيفي لها، استخدم الباحث استمارة استبانة لغرض استطلاع اراء المواطنين وجمع البيانات.
وابرز ما توصلت اليه الدراسة بالنسبة لمياه الشرب هو وجود خلل في التوزيع المكاني لمشاريع الماء في مدينة الهندية، وان كمية الماء الواصل للمستهلك من مشاريع مدينة الهندية بلغت (33,750م3/يوم) ووفق لهذا الانتاج وعدد سكان مدينة الهندية البالغ (95686نسمة) فإن حصة الفرد هي (353لتر/فرد/يوم) وهو بذلك يؤشر عجزاً بلغ (7لتر/فرد/يوم) و ( 669802 لتر/يوم) في عموم منطقة الدراسة. اما بيئياً فقد تباين كفاءة أحواض الترشيح بين المشاريع فمشروعي الهندية الجديد والموحد بلغت كفاءة احواضها (90.1%، 91.2%) بينما كان المشروع القديم دون مستوى الكفاءة (80.9%)، كما تم دراسة الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبكتريولوجية لمياه الشرب على مستوى الأحياء، وقد اختير (16موقعاً) وتوصلت الدراسة الى صلاحية مياه الشرب من الناحية الفيزيائية باستثناء قيمة واحدة للعكورة سجلت خلال الشتاء في حي (الحسين/2) بلغت (6.8 NTU)، اما الكيميائية فكانت ضمن الحدود المسموح باستثناء قيمة واحدة للكبريتات سجلت خلال الصيف في حي الشهداء بلغت (414ملغم/لتر)، ومن الناحية البكتريولوجية ظهرت عدم صلاحية مياه الشرب فوفقاً للمواصفات العراقية لعام (1986م(، أنْ لا تتجاوز أعداد بكتريا القولون خلية واحدة لكل (100مل) من مياه الشرب، وأنْ لا تحتوي (90%) من النماذج المفحوصة خلال أي سنة على المجموعة القولونية، وقد ظهرت هذه النتائج غير مطابقة للمحددات العراقية، إذ تراوحت أعداد بكتريا القولون في احياء منطقة الدراسة بين (3.3- 9.3 خلية/100 مل)، بينما تراوحت أعداد بكتريا القولون البرازية ما بين (1.3-6.4 خلية/100مل)، بينما كانت المياه الخارجة من المشاريع خالية تماماً من البكتريا.
اما بالنسبة لمجاري الامطار والصرف الصحي فقد توصلت الدراسة الى أنَّ (87%) من أحياء المدينة مخدومة بشبكات الأمطار، في حين بلغت نسبة الأحياء المخدومة بشبكات المجاري الثقيلة (47%)، وأنَّ محطات المعالجة تعمل بطاقتها القصوى ولا يوجد مجال لاستيعاب كميات إضافية، فسعتها الحالية (17500م3/يوم) في حين أنَّ الكمية المتوقعة تقدر بـ (24113م3/يوم). فضلاً عن أنَّ محطات المعالجة قد انتهى عمرها التصميمي.
وتوصلت الدراسة أخيراُ الى أنَّ أعداد السكان سوف يبلغ عام (2033م) (139321 نسمه) بحسب المتوالية العددية، وعليه تقدر حاجة السكان من الماء بـ(16378402لتر/يوم)، بينما قدرت حاجة المدينة بـ(174353م) من شبكات الامطار، و(165836م) من شبكات المياه الثقيلة.