المستخلص

   تعد الحوادث المرورية واحدة من اهم المشاكل التي تعاني منها المجتمعات البشرية المعاصرة بعامة ومنطقة الدراسة بشكل خاص، إذ يذهب من نتيجة الحوادث المرورية العديد من الأشخاص الأبرياء، إذ إنها تهدر كثيرا من الأموال والطاقات التي لولاها لقدر لها أن تنصرف إلى مشاريع تنموية أخرى تعود بالفائدة الكبيرة على أفراد المجتمع في منطقة الدراسة، وجاءت رسالتي التي تناولت (التحليل المكاني للحوادث المرورية في مدينة كربلاء المقدسة) لتعالج واقع الحوادث المرورية والتقليل منها , اذ طرقت تساؤلات عدة عن الحوادث المرورية , ما مدى تطور شبكة طرق النقل في مدينة كربلاء المقدسة وما هي انواع الحوادث المرورية فيها , وماهي العوامل المؤثرة في وقوع الحوادث المرورية , وما هي المواقع التي ترتفع فيها معدلات الحوادث المرورية , وما هي الأثار الناتجة عن الحوادث المرورية , واخيرا كيف بالإمكان الحد من هذه الحوادث ، اعتمدت الدراسة منهجا علميا واضحا ودقيقا لتحديد أهدافها ، لذا اقتضت ضرورة الدراسة النابعة من صياغة المشكلة والفرضية إتباع المنهج الوصفي والتحليلي (الكمي) ، فضلا عن المنهج التاريخي في تحديد مساراتها وقد استخدم الباحث ايضاً استمارة الاستبيان للحصول على البيانات الغير متوفرة عن هذا الموضوع , وقد تم الكشف من خلال الدراسة ان سنة 2018 سجلت اعلى نسبة للحوادث المروري بعدد (292) حادثاً وتوزعت هذه الحوادث حسب مكان وقوع الحادث فقد تبين ان اكثر الاماكن لوقوع الحوادث المرورية التقاطعات المرورية التي لا توجد فيها اشارات مرورية والمزدحمة بالمركبات إذ بلغ عدد الحوادث المرورية في التقاطعات بـ (109) حادثاً من مجموع الحوادث الاخرى, لقد احتلت حوادث الدهس المرتبة الأولى من بين أنواع الحوادث الأخرى وبمجموع (56) حادثا, مشكلة بذلك ما نسبته (51,3%) من المجموع الكلي للحوادث, إذ تلاها بعد ذلك حوادث الاصطدام بمجموع (53) حادثا وبنسبة (48,6%) من المجموع الكلي للحوادث, أما حوادث الانقلاب فقد احتلت المرتبة الأخيرة بعدد حوادث بلغ (0) حادث من المجموع الكلي للحوادث, وتلتها الحوادث الواقعة في الشوارع الرئيسية بعدد (108) حادث, وبعدها جاءت الحوادث الواقعة على الطرق السريعة بعدد (75) حادثاً موزعة على مداخل المدينة الرئيسة ، واخيراً فقد اختتمت الدراسة بعدد من الاستنتاجات التي توصل اليها الباحث ومنها تبين ان العدد الكلي للحوادث المرورية المسجلة في مدينة كربلاء المقدسة خلال مدة الدراسة (2009 – 2018 م) (2642) حادثا, وإذ كانت حوادث الاصطدام منها(1819)حادثا حوادث الدهس(861)حادثا في حين شكلت حوادث الانقلاب(127) من إجمالي عدد الحوادث المرورية الواقعة في مدينة كربلاء المقدسة , واتضح ايضاً أنّ اعداد الحوادث المرورية تقف وراءها أسباب عديدة طبيعية وبشرية , فقد تبين انه  اعلى نسبة من الحوادث المرورية بسبب السائق (1348) حادثا من المجموع الكلي للحوادث, بينما بلغ  كل من  المركبة, والطريق, والمشاة, الركاب (612, 299 , 122 , 23) حادثا من المجموع الكلي للحوادث , للعناصر المناخية تأثير كبير على الحوادث المرورية في مدينة كربلاء المقدسة , ان اعداد الحوادث تزداد خلال اشهر فصل الصيف وتأتي بعدها اشهر فصل الشتاء, تبين أن أعلى نسب من الحوادث المرورية قد تم تسجيلها خلال الأشهر الحارة (حزيران, تموز, أب) إذ بلغ معدل الحوادث خلال هذه الاشهر ما معدلة (327 , 446 , 367) حادثا على التوالي, اما الأشهر الباردة من السنة (كانون الأول ,كانون الثاني, شباط) يصل عدد الحوادث إلى(284 , 486 , 399) حادثا مروريا على التوالي, نتيجة تأثيرات العناصر المناخية المتطرفة المسيطرة على أجواء منطقة الدراسة , وتلتها مجموعة من التوصيات والمقترحات جاءت هذه ضمن إطار معين خاص برؤية الباحث المستقبلية في كيفية التقليل أو الحد من مشكلة الحوادث المرورية الواقعة في مدينة كربلاء المقدسة .