المستخلص

     هدفت الدراسة الى اختبار تأثير ممارسات ادارة الجودة الشاملة كمتغير مستقل في الاداء التنظيمي المستدام كمتغير معتمد عن طريق الدور الوسيط للمرونة الاستراتيجية ، وسعياً لتحقيق ذلك اعتمدت الدراسة على سبعة ابعاد لممارسات ادارة الجودة الشاملة تمثلت بـ( القيادة ،التخطيط الاستراتيجي ،التركيز على الزبائن ،المعلومات والتحليل والتحسين ، التركيز على الموارد البشرية ،ادارة العملية ،ونتائج الجودة ) استنادا الى ( Tarı et al ,2007 )،( José et al ,2004 ) ، وتم اعتماد ابعاد الاداء التنظيمي المستدام بـ(الاداء الاقتصادي ،الاداء البيئي ،الاداء الاجتماعي) استنادا الى (Paulraj,2011 ) ، في حين تم اعتماد المرونة الاستراتيجية كمتغير احادي البعد استنادا الى (Lin et al, 2014 ).

     تم اختيار شركة الفرات العامة للصناعات الكيمياوية والمبيدات في محافظة بابل لاختبار فرضيات هذه الدراسة عن طريق استبانة اعدت لهذا الغرض ، شملت عينة الدراسة  (216) منتسب في الشركة ممثلين بـ( المدراء في كل المستويات وبعض الموظفين الاداريين والفنيين ) ، وتمثلت مشكلة الدراسة في التساؤلات الفكرية التي تصف واقعاً تتكامل فيه (ممارسات ادارة الجودة الشاملة والمرونة الاستراتيجية والاداء التنظيمي المستدام ), إذ صيغت على شكل تساؤلات كان مِن أبرزها ” هل تتوسط المرونة الاستراتيجية العلاقة بين ممارسات ادارة الجودة الشاملة و الاداء التنظيمي المستدام” ، وتجلت أهمية الدراسة في تناولها القطاع الصناعي، الذي يعد من القطاعات المهمة لما له من تأثير على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلد ، فضلا عن تأثيره في الجوانب الاخرى. وقد تمت الاستعانة بمجموعة من الاساليب الاحصائية من اهمها نمذجة المعادلة الهيكلية في اختبار التأثير المباشر وغير المباشر بين المتغيرات. وقد خرجت الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات منها الادراك المرتفع لمتغيرات الدراسة الحالية لدى العينة المدروسة . وان المرونة الاستراتيجية تتوسط جزئيا العلاقة بين ممارسات ادارة الجودة الشاملة والاداء التنظيمي المستدام . وقد اوصت الدراسة بجملة توصيات منها تعزيز المرونة الاستراتيجية في شركة الفرات العامة للصناعات الكيمياوية والمبيدات ، والتركيز على ممارسات ادارة الجودة الشاملة  لدورها في زيادة قدرة الشركة في مواجهة التغيرات البيئية والتنافسية على المدى البعيد وبما ينعكس على تحقيق الاستدامة في الاداء التنظيمي .