المستخلص  

يهدف البحث الحالي الى اختبار الدور الوسيط للتماثل التنظيمي  في  تفسير العلاقة بين جاذبية الهوية التنظيمية  واستعداد العاملين للتغيير وذلك على وفق آراء عينة من موظفي كليات جامعة كربلاء من خلال استخدام منهج البحث التحليلي في عرض معلومات البحث  وتحليلها وتفسيرها  ومن اجل تحقيق  أهداف البحث تم بناء مخطط فرضي للبحث يقوم بتحديد العلاقة بين المتغير المستقل  المتمثل بجاذبية الهوية التنظيمية  والمتغير المعتمد استعداد العاملين للتغيير بأبعاده (ملائمة التغيير, الدعم الاداري, فعالية التغيير, والكفاءة الشخصية) من خلال الدور الوسيط التماثل التنظيمي. ولأجل توضيح طبيعة العلاقة التي تجمع بين تلك المتغيرات تم صياغة مجموعة من الفرضيات الرئيسة وقد تم اختبار تلك الفرضيات بعد الحصول على البيانات اللازمة من الواقع الميداني عن طريق الاعتماد على استمارة الإستبانة  بوصفها الأداة الرئيسة لجمع البيانات ، اما مجتمع الدراسة فهو موظفي كليات جامعة كربلاء و تم توزيع  ( 290) إستبانة على موظفي الكليات ، واسترجع منها ( 286) استبانة ووجد أن هنالك (5) استبانات غير صالحة للتحليل الإحصائي فأصبح عدد الاستبانات (281) استبانة صالحة للتحليل وبمعدل استجابة (97%).ولأجل التحليل والمعالجة الاحصائية تم استخدام مجموعة من الوسائل الإحصائية منها (الوسط الحسابي الموزون ,الانحراف المعياري, مصفوفة الارتباط البسيط وتحليل الانحدار البسيط والمتعدد واختبار الوسيط من خلال نمذجة المعادلة الهيكلية) وذلك من  خلال البرنامجين الإحصائيين (SPSS v.23 ) و ( AMOS v.20 ).ومن ابرز الاستنتاجات التي توصل اليها البحث ان متغير جاذبية الهوية التنظيمية  قد حقق مستوى اجابة “مرتفع” وهذا يشير إلى ان هذا المتغير حاز على درجة أهمية مرتفعة حسب اجابات افراد عينة البحث وهذه النتائج تشير الى توفر مستوى عالي من  جاذبية الهوية التنظيمية في الكليات عينة البحث مما يشجع الموظفين على الالتزام بمتطلبات الاعمال التي يؤدونها وان الموظفين يبادلون كلياتهم مشاعر طيبة تعبر عن مدى اعتقادهم بجاذبية هويتها. أما اهم التوصيات التي جاء بها البحث كانت تتعلق بضرورة ان تكون ادارة المنظمة المبحوثة القدوة الحسنة في تبني المثل والقيم والمبادئ الاخلاقية كاحترام اوقات العمل والالتزام فيها وتقديم يد العون والمساعدة لجميع الافراد العاملين فيها والمشاركة في تحدي الصعوبات والتهديدات التي تواجههم في اعمالهم والتحلي بالعدالة والانصاف والمساواة في التعامل مع كافة الموظفين بحيث لا يكون اي نوع من التمييز بينهم وهذا بدوره سيرفع من مستوى ولائهم وانتمائهم للمنظمة ويعملون جاهدين لتحقيق أهدافها بكل السبل والوسائل ويكون لديهم تقبل لتنفيذ عمليات التغيير التي ترفع من مستوى الاداء في المنظمة.