الخلاصة                                                                            

      تناولت الدراسة الحالية نوعين من الأسماك العظمية اللتين تعودان إلى عائلتين مختلفتين هما : سمكة البلطي الزّلي  Coptodon zillii التي تنتمي إلى عائلة البلطيات Cichlidae وسمكة الكطان Luciobarbus xanthopterus التي تنتمي إلى عائلة الشبوطيات Cyprinidae ، لغرض إجراء (دراسة مقارنة بينهما لبعض الخصائص المرتبطة بالنشاط الحركي التي تمثلت بحساب نسب الألياف العضلية الحمر والبيض ، إضافة إلى تقدير المحتويات الكيميائية المتمثلة بالبروتين والدهن والرطوبة والرماد في النسيج العضلي لغرض التعرف على القيمة الغذائية لهذين النوعين من الأسماك في منطقتين مختلفتين من الجسم R1 وهي المنطقة الامامية وتكون ما بعد الرأس وR2 وهي المنطقة الخلفية وتكون ما قبل الزعنفة الذنبية) ، فقد جمعت 50 عينة لكل نوع من أنواع الأسماك المدروسة من شط الهندية احد فروع نهر الفرات في محافظة كربلاء للفترة الممتدة من بداية كانون الثاني 2019 إلى نهاية شهر نيسان 2019 باستخدام الشباك الخيشومية وبالتعاون مع الصيادين في المنطقة.

      أظهرت الدراسة الحالية أن نسب العضلات الحمر كانت أقل من نسب العضلات البيض واختلفت باختلاف مناطق الجسم ومجاميع الطول المدروسة ، فضلاً عن ذلك لوحظ وجود اختلافات في قيم المعدلات الكلية للعضلات بين النوعين المدروسين ، حيث كانت قيم المعدلات الكلية لنسب العضلات الحمر في سمكة البلطي الزّلي أقل مما هي عليه في سمكة الكطان فقد تراوحت بين (2.15 – 3.87 %) في سمكة البلطي الزّلي ، بينما كانت قيم المعدلات تتراوح بين (6.04 – 8.65 %) في سمكة الكطان ، وبهذا تبين أن الألياف العضلية الحمر تزداد بزيادة طول الأسماك كلما تقدمنا باتجاه المنطقة الخلفية لجسم الأسماك المدروسة ، أما العضلات البيض فكانت قيم معدلاتها الكلية أعلى في سمكة البلطي الزّلي مقارنة مع سمكة الكطان فتراوحت المعدلات بين (97.83 – 96.12 %) في سمكة البلطي الزّلي بينما كانت قيم المعدلات تتراوح بين (93.94 – 91.33 %) في سمكة الكطان ، وبهذا تبين أن الألياف العضلية البيض تتناقص كلما تقدمنا باتجاه المنطقة الخلفية لجسم الأسماك المدروسة ، لذلك عُدّت أسماك البلطي الزّلي ضمن مجموعة الأسماك الواثبة Sprinters fishes وهي الأسماك التي تتحرك بسرعة كبيرة ولفترات قصيرة معتمدة بذلك على النسبة العالية من العضلات البيض في أليافها العضلية ، أما اسماك الكطان فقد وقعت ضمن مجموعة الأسماك الصامدة Stayers fishes وهي الأسماك التي تمارس السباحة بصورة مستمرة ولفترات طويلة معتمدة بذلك على نسبة العضلات الحمر العالية في أليافها العضلية.   

      أظهرت الدراسة الحالية اختلافاً في قيم المعدلات الكلية الكيميائية المتمثلة  بالبروتين والدهن والرطوبة والرماد فيما بينها في عضلات كلا النوعين المدروسين ، حيث تراوحت قيم المعدلات الكلية لنسب المحتوى البروتيني بين (12.64 – 14.61 %) و(13.73 – 15.83 %) في سمكتي البلطي الزّلي والكطان على التوالي ، في حين كانت قيم المعدلات الكلية للمحتوى الدهني تتراوح بين (1.27 – 2.12 %) و(1.31 – 1.95 %) في سمكتي البلطي الزّلي والكطان على التوالي وامتلكت الرطوبة قيم معدلات كلية عالية مقارنة بالمكونات الكيميائية الأخرى حيث تراوحت بين (79.72 – 76.93 %) و(79.25 – 75.35 %) في سمكتي البلطي الزّلي والكطان على التوالي ، وكانت قيم المعدلات الكلية لمحتوى الرماد تتراوح بين       (0.82 – 1.33 %) و(1.24 – 1.65 %) في سمكتي البلطي الزّلي والكطان على التوالي ، وبالاعتماد على نسب المحتوى الدهني في الألياف العضلية لهذين النوعين المدروسين عُدّت اسماك هذه الدراسة ضمن مجموعة الأسماك القليلة الدهن أو اللحمية اي الاسماك التي تحتوي على دهون (اقل من 2 %) وفقاً لمحتوى الدهون في عضلات الاسماك ، وتم ربط نتائج المحتويات الكيميائية مع نتائج نسب الألياف العضلية الحمر والبيض في مناطق الجسم وبالتالي وضّح الدور الوظيفي لمناطق الجسم المدروسة وتأثيرها على حركة الأسماك وسباحتها ، وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في محافظة كربلاء المقدسة للنوعين الحاليين من الأسماك.