دور الأمم المتحدة في تحقيق العدالة الانتقالية

حليم حسين علوان حمد

       دور الأمم المتحدة في تحقيق العدالة الانتقالية                الماجستير في القانون العام

المُلخَّص

     يُعَد مفهوم العدالة الانتقالية أحد أهم متطلَّبات الإصلاح العام  في الدول التي تمُر بمرحلة التحوُّل وتسعى إلى معالجة أرث كبير من انتهاكات حقوق الإنسان وحريّاته الأساسيَّة ، بمجموعة من الآليات والإجراءات القضائية وغير القضائيَّة ، من أجل إحلال السلام ، وإرساء الديمقراطيَّة .

       ونظرًا لغموض مفهوم العدالة الانتقالية وحداثته ، إضافةً لتعدد آلياته , فقد تحتاج تلك الدول إلى مساعدة الأمم المتحدة ، التي تُعد المنظمة المتخصصة  في حماية وتعزيز حقوق الإنسان ، وفقًا لميثاق تأسيسها . فقد أسهمت الأمم المتحدة بأجهزتها الرئيسة والفرعيَّة ، إضافةً للقرارات والتوصيات الصادرة عنها في إرساء قواعد العدالة الانتقالية ، في بلدان العالم المتعددة ، لما تتمتَّع به المنظمة من خبرة في هذا المجال ، قد اكتسبتها من خلال بعثاتها الميدانيَّة ولجنة حقوق الإنسان ، لاسيَّما وأنَّ تلك الدول قد تعاني أيضًا من وجود مؤسسات مُدمَّرة وإرث الأنظمة الديكتاتورية ، وأمن منقوص ، ومجتمع منقسم ، إضافةً إلى قِلَّة الموارد الماليَّة والبشريَّة.

       تسعى العدالة الانتقالية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف ، منها محاسبة  المُنتهكين ، وإنصاف الضحايا ورد الإعتبار لهم ، وإصلاح المؤسسات العموميَّة لاسيَّما المؤسسات الأمنيَّة لعدم تكرار الانتهاكات مرةً أخرى ، وصولًا للهدف الأسمى وهو المصالحة الوطنيَّة .

       وتنتهج الأمم المتحدة في عملها نهجًا خاصًا بالعدالة الانتقالية ، يعد امتدادًا للقواعد والمعايير الدوليَّة ، لاسيَّما القانون الدولي لحقوق الإنسان ، والقانون الدولي الإنساني . وقد يعترض طريق تحقيق العدالة الانتقالية بعض المعوِّقات ، التي تُحدِث إشكاليات كبيرة في تجسيد العدالة الانتقالية ، وتحقيق المصالحة الوطنيَّة ، لذا فالأمر يستدعي تحديد الأولويات حسب سياق كل بلد وكل مرحلة ، فكل تجربة لها خصائصها ، وضغوطها ، التي يحكمها السياق التاريخي والسياسي ، وموازين القوى ،ودرجة الإرادة السياسيَّة ، والمناخ الدولي .. وغيرها ،  ممّا يقتضي دراسة تجارب بعض الدول العربيَّة وغير العربيَّة .