المستخلص 

شهدت مصادر المياه ومنها السطحية تدهوراً كبيراً في الآونة الأخيرة لعدم توجيه قدر وافر من الإهتمام بها, وهذا نتيجة الزيادة السكانية الهائلة والتطور الحضاري والذي رافق ذلك زيادة في متطلباتهم للمياه, وقد كان للعوامل البشرية والعوامل الطبيعية دوراً في تفاقم مشكلة تلوث المياه بفعل ما تضيفه الأنشطة البشرية المختلفة من مخلفات وما ينتج عن الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة سواءً التغيرات المناخية او البنية الجيولوجية .. يكون له اثره في تغيير نوعية المياه وكميتها, لذا من هنا انطلقت الرسالة الموسومة بعنوان (تحليل مكاني لتلوث المياه السطحية في قضاء الهندية) للوقوف على أبرز العوامل التي أدت إلى ظهور المشكلة وتفاقمها, ومن أجل تحديد التباين المكاني والزماني لطبيعة الملوثات من خلال اجراء التحاليل المختبرية (فيزيائية, كيميائية, مكروبيولوجية) من خلال جمع (32) عينة من (16) موقع منتخب بواقع (2) عينة لكل موقع وخلال مدتين زمنيتين اخذت في شهر كانون الاول تمثل الموسم الشتوي وفي شهر حزيران تمثل الموسم الصيفي وقد بلغ عدد العناصر التي تم تحليلها (39) عنصراً.

وأبرز ما توصلت اليه الدراسة أن أغلب مواقع منطقة الدراسة تعاني من التلوث نتيجة تجاوز تراكيز العديد من العناصر المحددات المحلية والعالمية بالنسبة لمياه الشرب, إذ دلت النتائج تجاوز تراكيز العناصر الثقيلة (الحديد, الرصاص, الكادميوم, المنغنيز) إلى جانب العناصر الأخرى نتيجة المخلفات البشرية من نفايات صلبة أو سائلة وكذلك أنتشار الكائنات الحية الدقيقة من بكتيريا مرضية وفطريات في أغلب المواقع والذي يمثل ذلك دليلاً واضحاً على التلوث نتيجة اختلاط المياه السطحية بمياه الصرف الصحي من محطات المعالجة أو بفعل ما يقوم به العديد من السكان في تحويل المياه العادمة ورمي المخلفات في المجاري المائية مما تشكل خطراً على الصحة العامة والبيئة, أمَّا بالنسبة لصلاحية المياه لغرض الري وفق منظمة الاغذية والزراعة والمحددات العراقية نجد عدم تجاوز أغلب المواقع المعايير البيئية المسموح بها باستثناء عدد من المواقع لعناصر (COD, المغنيسيوم, البوتاسيوم, الحديد, النحاس, الكادميوم, المنغنيز), أمَّا وفق معيار مختبر الملوحة الامريكي نجد أن أغلب المواقع تقع ضمن الصنف (C3) والتي تعد نوعية المياه فيه عالية الملوحة ويمكن استخدامها للنباتات المتحملة للملوحة لكن بشرط وجود نظام بزل وغسل جيد للتربة, باستثناء عدد من المواقع لكونها تقع ضمن الصنف (C2) الذي تكون فيه المياه معتدلة الملوحة وبهذا تلائم معظم المحاصيل الزراعية بشرط ان تكون التربة متوسطة الرشح. كما بينت الدراسة صلاحية المياه لغرض سقي الحيوانات ولأغلب المواقع لعدم تجاوز المعايير لمستوى الاملاح وفق منظمة الاغذية والزراعة لكونها تعد ممتازة لجميع أنواع الماشية والدواجن. كما تبين أن أغلب المواقع خلال الموسمين تتلاءم فيها المياه لاستخدامها في عدد من الصناعات نستثني منها عدد من المواقع لصناعات محددة.