المستخلص

تناول البحث ممارسة مهمة من الممارسات الإدارية المعاصرة و هو مفهوم تمكين العاملين بأبعاده المتمثلة بـ (الفرص, المعلومات, الدعم, الموارد) و يعني إتاحة الفرصة للعاملين للمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بوظائفهم على أنْ توفر المنظمة ما يلزم من المعلومات و الموارد و الدعم, و علاقة تمكين العاملين و تأثيرها بثقافة الجودة الشاملة و أبعادها التي تتضمن (دعم الابتكار, دعم رضا المستفيد, دعم الشعور بالانتماء) و تعني مدى معرفة العاملين في المنظمة بمبادئ و أساسيات الجودة الشاملة و تأثير تلك المعرفة في سلوك العاملين على نحو يعزز تطبيق تلك المبادئ في العمل و يدفعهم إلى الابتكار وزيادة شعورهم بالانتماء لتحقيق رضا المستفيدين.

     انطلقت مشكلة البحث من عدم اهتمام المنظمة المبحوثة بتمكين العاملين و نشر ثقافة الجودة الشاملة بشكل علمي , و يهدف البحث الى تحليل دور تمكين العاملين في نشر ثقافة الجودة الشاملة و تحديد مستوى إدراكهم بأهمية و نوع العلاقة بين أبعاد متغيرات البحث , و قد قدم البحث اطاراً نظرياً لمتغيري البحث اعتماداً على ما قدمهُ المنظرين في هذا المجال واطار عملي تحليلي لآراء عينة من العاملين في ديوان محافظة ميسان بلغت (98) مستجيباً. و تم استخدام الاستبانة كأداة قياس أساسية لجمع البيانات التي وظِفت لإختبار فرضيات البحث بوجود علاقة ارتباط و تأثير بين متغيري البحث, و توصل البحث الى جملة من الاستنتاجات و كان ابرزها وجود اهتمام و مستوى ادراك جيد بأبعاد تمكين العاملين و ثقافة الجودة الشاملة من قبل المنظمة المبحوثة, و لغرض انجاح عملية تمكين العاملين و تعزيز ثقافة الجودة الشاملة في المنظمة المبحوثة يوصي الباحث بضرورة معالجة معوقات تمكين العاملين و منها تجنب المركزية الصارمة في اتخاذ القرارات و تفعيل الممارسات الادارية الداعمة لتمكين العاملين و أهمها اللامركزية في المنظمة المبحوثة, و بالإمكان عمل برنامج لحلقات الجودة لغرض تعزيز الابتكار لدى العاملين.