العلاقَةُ التَّكامُليةُ بينَ الاعتبار الشرعيِّ والحقائقِ التكوينيةِ في الفِقْةِ الإماميِّ دراسةٌ أُصوليةٌ

محمد عبد العباس جواد العبيدي العلاقَةُ التَّكامُليةُ بينَ الاعتبار الشرعيِّ والحقائقِ التكوينيةِ في الفِقْةِ الإماميِّ دراسةٌ أُصوليةٌ الماجِسْتيرِ في الشَّريعةِ والعُلُومِ الإسلاميَّةِ

المستخلص

بحثت الرسالةُ ماهيةَ الاعتبار الشرعي على مستوى التنظير والتأصيل والتحديد , عبر بيان المسالك الأصولية واللوازم الشرعية والعقلية المترتبة عليها ؛ لغرض إبراز حقيقة الاعتبار الشرعي على وُفق المعطيات الأصولية , وما يترشح منها من كوامن فكرية ـ آيدلوجية ـ فقهية ؛ لكون البحث في الاعتبار الشرعي بحث مبنائيٌّ لا بنائيٌّ , فكانت محاولةُ البحثِ كشفَ الأستار بقدر اليسار عن الاعتبار , بوصفه مقتضياً لأن يكون عنصراً متحركاً مشتركاً استنباطاً وتطبيقاً في تضاعيف جزئياته , عبر تكامليةٍ في غاية الدقة والروعة بين عالم التكوين وعالم التشريع , الذَّيَنِ يعيشان تكامليةً كتكاملية الروح والجسد واللفظ والمعنى , من خلال سِراية جمال أحدهما إلى الآخر وقبح أحدهما إلى الآخر ؛ لكون خصوص الاعتبار الشرعي فيه روابط استنتاجيةً منطقيةً , يُمكن البرهان عليها بين الموضوع والمحمول وبين المقدم والتالي , فقام البحثُ بالعرض والمناقشة والترجيح منهجاً ؛ لكشف ـ بقدر الإمكان ـ عن كلِّ ما له دخلٌ بالموضوع , فضلاً عن دراسة محاور الاعتبار الشرعي ومتعلقاته , من جهة الوظائف والملاكات والمناطات وجهات التحسين والتقبيح وعالم الثبوت والإثبات , فَخَلُصَ البحثُ إلى حاكمية عالم الاعتبار على عالم التكوين شرعاً وعقلاً ؛ إذ ما من حقيقيةٍ تكوينيةٍ إلا وبإزائها اعتبارٌ سواء كان بقالب الترقية أو التنزيل أو التتميم أو الترغيب أو الترهيب أو الحكومة أو الورود أو التصور أو التصديق أو حكايةً اجماليةً أو تفصيليةً ـ من حيث الانكشاف ـ عن حسنٍ أو قبحٍ وغير ذلك من الأشكال التي يتلبسُها الاعتبار الشرعي , بوصف المنظومة الفقهية بأسرها تعيش الاعتبار والتكوينَ عبر دخول الاعتبار الشرعي في جميع مصادر المعرفة الشرعية الدلالية والعقلية , فلولا نظام الاعتبار للزم الوقوع في مستنقع النسبية والتشكيك المتسلسل ؛ لقلة اليقينيات وكثرة الظنيات , فلولاه لفُتِحَ باب التشكيك المطلق ؛ وانغلقت المعارف وانكفأت المشارب , فاختار البحث المسلك التكاملي , الذي من خلاله يتم تفسيرُ جملةً من الفرضيات , والإجابة عن كثيرٍ من الإشكالات , وتحليل فيضٍ من التكاملات , وترصيف بحرٍ من الكمالات , فهو المستعان وعليه التكلان .