تقييم الدور الوقائي للمستخلص الكحولي لنبات Alpinia officinarum ضد السمية التكاثرية المستحثة بـ Bisphenol في ذكور الجرذان البيض

مهدي حمزه خشان الجبوري قسم علوم الحياة

الخلاصة

أُجريت هذه الدراسة في مختبر الدراسات العليا في قسم علوم الحياة/كلية التربية للعلوم الصرفة/جامعة كربلاء للمدة من شهر شباط 2022 ولغاية شهر كانون الثاني 2023 وقد تضمنت التحليل الكيميائي النباتي للمستخلص الكحولي لرايزومات نبات الخولنجان الأصغر Lesser Galangal (Alpinia officinarum) وتقييم دوره الوقائي ضد السمية التكاثرية المستحثة بالبيسفينول أ Bisphenol A (BPA) لدى ذكور الجرذان البيض.
اشتملت الدراسة على تجربتين، هدفت الأولى إلى تحديد التركيز الأكثر فعالية من بين ثلاث تراكيز آمنة للمستخلص، استعمل فيها (24) جرذاً ذكراً بالغاً من سلالة Ratus ratusبعمر (14) اسبوعاً تراوحت أوزانها بين (200-220) غرام وزِّعَت عشوائياً إلى أربع مجاميع (6 جرذان لكل مجموعة) تركت الأولى بدون معاملة وعدت مجموعة سيطرة، في حين جرعت المجموعات الثلاث الأخرى فموياً بأحد تراكيز المستخلص الكحولي ( 100, 200, 400 ملغم/كغم/يوم) ثم أعطيت بعد ساعة واحدة جرعة مفردة من البيسفينول أ (50ملغم/كغم) لمدة (30) يوماً ، بعدها تم سحب عينات الدم لتقدير نشاط أنزيم السوبر أوكسيد دسميوتيز Superoxide dismutase (SOD) الذي أعتمد كمعياراً لتحديد فعالية المستخلص.
صممت التجربة الثانية لتقييم الدور الوقائي للمستخلص بالتركيز الذي تم تحديده وفقاً لنتائج التجربة الأولى وقد استعمل فيها (30) جرذاً ذكراً بالغاً (بنفس الأعمار والأوزان أعلاه) وزِّعَت عشوائياً إلى خمس مجاميع (6 جرذان لكل مجموعة) تركت الأولى بدون معاملة وعدت مجموعة سيطرة، في حين جرعت المجاميع الثانية والثالثة والرابعة فموياً لمدة (60) يوماً بزيت الزيتون، مستخلص الخولنجان (400 ملغم/كغم)، البيسفينول أ (50 ملغم/كغم) على التوالي، أما المجموعة الخامسة فقد أعطيت مستخلص الخولنجان ثم جرعت بعد ساعة واحدة بالبيسفينول أ وعدت مجموعة وقائية.
تم تسجيل أوزان الحيوانات عند بداية ونهاية التجربة وجرت عملية التضحية بالحيوانات بعد (24) ساعة من آخر جرعة. جُمِعَت عيّنات الدم لغرض إجراء الاختبارات الكيموحيوية (مستوى هرمون التستوستيرون Testosterone (T) والهرمونين المحفز للخلايا البينيةInterstitial cell stimulating hormone (ICSH) والمحفز للجريباتFollicle stimulating hormone (FSH)، مستوى المالون ثنائي ألدهايد Malondialdehyde (MDA) والكلوتاثيون Glotathione (GSH) ونشاط أنزيم الكاتاليز Catalase (CAT) في مصل الدم) كما استُئصِلَت الخصى والبرابخ لاستعمالها في دراسة المعايير الأخرى (معالم النطف, التغيرات النسجية, تقدير تلف الحامض النووي الرايبوزي منقوص الأوكسجين Deoxyribonucleic acid (DNA)) بعد أن تم تنظيفها وأخذ أوزانها.
أظهرت نتائج الكشوفات الاستدلالية احتواء المستخلص الكحولي لرايزومات الخولنجان الأصغر على القلويدات، الستيرويدات، التربينات، الفينولات، الفلافونويدات، الصابونينات والتانينات في حين بيَّنت نتائج التقدير الكمي احتواء المستخلص على تراكيز عالية من الفينولات والفلافونويدات. كما كشفت نتائج تشخيص وفصل المركبات الفعالة باستعمال جهاز كروماتوغرافيا الغاز المدمج بمطياف الكتلة (GC-MS) Gas Chromatography-Mass Spectrometry عن وجود عدد من المركبات الفعالة التي تباينت في مساحتها وزمن احتجازها.
أشارت نتائج التجربة الأولى إلى وجود انخفاضاً معنوياً (p<0.05) في نشاط أنزيم الـ SOD لدى حيوانات مجموعتي المعاملة بالجرعتين 100, 200 ملغم/كغم من المستخلص مقارنة بمجموعة السيطرة التي لم يظهر اختلافاً معنوياً ( (p>0.05بينها وبين مجموعة المعاملة بالتركيز 400 ملغم/كغم من المستخلص مما قاد إلى اعتماد هذا التركيز (400 ملغم/كغم) في التجربة الثانية لتقييم دوره الوقائي ضد السمية التكاثرية المستحثة بالبيسفينول أ.
بيَّنت نتائج التجربة الثانية وجود انخفاض معنوي (p<0.05) في معدل الوزن المطلق للخصى والبرابخ , تركيز النطف في الخصية وذيل البربخ, النسية المئوية للنطف المتحركة والنطف الحية, مستوى هرمونات التكاثر ( T , ICSH , FSH ) , مستوى GSH ونشاط CAT, أعداد الخلايا المولدة للنطف وخلايا سرتولي, أقطار النبيبات المنوية وسمك الطبقة الجرثومية, أقطار نبيبات ذيل البربخ وسمك النسيج الظهاري المبطن لها, وارتفاع معنوي (p<0.05) في النسبة المئوية للنطف اللاسوية, مستوى MDA, أعداد النطف التي اظهرت شكل المذنب والنسبة المئوية لمحتوى الذنب من الحامض النووي منقوص الأوكسجين المتجزأ لدى حيوانات مجموعة المعاملة بالبيسفينول أ مقارنة بمجموعة السيطرة, في حين لم يلاحظ اختلافاً معنوياً (p>0.05) في مقدار الكسب الوزني للجسم بين المجموعتين.
من جهة أخرى, أظهرت النتائج وجود ارتفاع معنوي (p<0.05) في معدل الوزن المطلق للخصى والبرابخ , تركيز النطف في الخصية وذيل البربخ, النسية المئوية للنطف المتحركة والنطف الحية، مستوى هرمون التستوستيرون والهرمونين المحفز للخلايا البينية والمحفز للجريبات، مستوى الكلوتاثيون ونشاط أنزيم الكاتليز، أعداد الخلايا المولدة للنطف وخلايا سرتولي، أقطار النبيبات المنوية وسمك الطبقة الجرثومية، أقطار نبيبات ذيل البربخ وسمك النسيج الظهاري المبطن لها، وانخفاض معنوي ( (p<0.05 في النسبة المئوية للنطف اللاسوية، مستوى المالون ثنائي ألدهايد، أعداد النطف التي اظهرت شكل المذنب والنسبة المئوية لمحتوى الذنب من الحامض النووي منقوص الأوكسجين المتجزأ لدى حيوانات مجموعة الوقاية (المجموعة الخامسة) مقارنة بمجموعة السيطرة، كما لم يلاحظ اختلافاً معنوياً (p>0.05) في مقدار الكسب الوزني للجسم بين المجموعتين.
أشارت النتائج أيضاً إلى وجود ارتفاع معنوي (p<0.05) في مقدار الكسب الوزني للجسم، أوزان الخصى والبرابخ، تركيز النطف في الخصية وذيل البربخ، مستوى هرموني التستوستيرون والمحفز للجريبات، أعداد الخلايا المولدة للنطف وخلايا سرتولي لدى حيوانات المجموعة الثالثة المعاملة بالمستخلص لوحده مقارنة بمجموعة السيطرة في حين لم يلحظ اختلافاً معنوياً (p>0.05) بين المجموعتين في بقية المعايير المدروسة.
بيَّنت المقاطع النسجية وجود تغيّرات مرضيّة في أنسجة الخصية وذيل البربخ لدى حيوانات مجموعة المعاملة بالبيسفينول أ مقارنة مع مجموعة السيطرة، تضمنت اتساع المسافات أو الفسح بين النبيبات المنوية، انفصال أو انسلاخ الطبقة الجرثومية عن الغشاء القاعدي مع تفككها بشكل كبير بحث انحسرت حالة الارتباط بين الخلايا المولدة للنطف وخلايا سرتولي, اختزال كمية النطف في تجاويف اغلب النبيبات المنوية، كما تضمنت عدم انتظام توزيع النبيبات البربخية مع تفكك واتساع النسيج الرابط بينها، انفصال النسيج الطلائي المبطن للنبيبات البربخية عن الغشاء القاعدي في بعض المناطق، إختزال أعداد النطف في أغلب النبيبات البربخية . بالمقابل، أظهرت المقاطع النسجية لحيوانات مجموعة الوقاية انحساراً كبيراً في التغيرات النسجية التي لوحظت في مجموعة المعاملة بالبيسفينول أ.
إستُنتِجَ من الدراسة الحالية أنَّ المستخلص الكحولي لرايزومات نبات الخولنجان الأصغر بالتركيز (400 ملغم/كغم) يمتلك القابلية على اختزال التأثيرات الضارة على الجهاز التكاثري الذكري والناجمة عن التعرض للبيسفينول أ بالتركيز (50 ملغم/كغم) وتوفير الحماية اللازمة للقيام بالوظائف المطلوبة عن طريق تأثيره المباشر وفعاليته المضادة للأكسدة.