سارة علي هادي | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
الدلالة بشكل عام هي المفهوم الذي تم الحصول عليه ككل من النص أو العبارة ولا يرتبط بكلمة واحدة ، والدلالة في اللغة أو كما هو مذكور في المعجمات لا تخرج عن مفهوم الدلالة المادية المتعلقة بمفهوم الدليل الذي يوجه الناس إلى المسارات، يتم الحصول عليها ككل من النص أو العبارة ولا ترتبط بكلمة واحدة.
في هذا البحث لسنا على وشك دراسة الدلالات من جانبها اللغوي وبدلاً من ذلك فإننا ندرس الدلالة الأدبية ، والتي تتعلق بالمفهوم العام المستفاد من النص من حيث اختيار الكاتب وذوقه اي خاصة بالكاتب للتعبير عن حاجة محددة لا يستطيع أي كاتب آخر التعبير عنها بالطريقة نفسها.
وإذا كانت الأهمية في الاتجاه اللغوي يتردد صداها بين القواعد واللفظ والصرف والمعجم والفيلولوجيا واللغويات ، فإن الأهمية الأدبية تشمل في فضاء عمليتها المشروعة ضمن النقد الأدبي الأهمية الإيحائية والأسلوبية والنسقية والسياقية ، وكلها موضوعات دلالية خارج الاستخدام الوظيفي للغة ، تنبثق من البعد الجمالي – الأدبي.
اتّبع الإمام العسكري عليه السلام منهجًا تفسيريًا لا نجده عند غير العترة الطاهرة ممن أقحم نفسه في هذا المجال الذي هو في الأصل لأهل البيت (عليهم السلام) حصرًا, فقد جعلهم الله المفسرين والمبينين لحقائق هذا الكتاب العظيم وأسراره ومقاصده فإذا قرأنا قوله تعالى : ﴿ إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾( )، فهذه الآية القرآنية خيرُ دليل على أنَّ القرآن الكريم هو من عند أهل البيت عليهم السلام , ويجب علينا أنْ نتبع تفسيرهم صلوات الله وسلامه عليهم في كل صغيرة وكبيرة, لأنَّهم الحق ومنبع العلم والمعرفة, وكذلك قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله للمسلمين في غدير خم بشأن ولاية علي عليه السلام والأئمة من بعده : ” فو الله لن يبين لكم زواجره ولن يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي وموالاته من الله عز وجل أنزلها عليّ…” . وعن طريق الآية المباركة وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم, يؤكد لنا أنّهم عليهم الصلاة والسلام هم المفسرون والمفهّمون فقط, ولهم قولٌ واحدٌ وتفسيرٌ واحد ومنهجٌ واحدٌ, وهم مصدر المعرفة الحقيقة الصادرة عن الله تعالى دون تدخل نتاجات بشرية تحتمل الصواب والخطأ.
اختلف الفقهاء والعلماء حول صحة انتساب تفسير الإمام الحسن العسكري إلى الإمام العسكري عليه السلام، إلا أنَّ الشيء المؤكد أنَّه قد ورد عنه عليه السلام الكثير من النصوص في تفسير القرآن الكريم، كما أن الباحثة حصل لها القطع بنسبة التفسير الى الامام العسكري عليه السلام وهذا ما يتبناه البحث