أنوار عباس فاضل | الشريعة والعلوم الاسلامية |
المستخلص
يُشير البحث إلى أن للإنسان نسق قيمي متكون من خلال تجاربه في الحياة, وهذا النسق بحاجه إلى إعادة ضبط وتوجيه , كون الإنسان بمقتضى محدودياته الذاتية ليس بمقدوره أن يُنظم لنفسه برنامجاً جامعاً وشاملاً لحياته , فضلاً عن عدم إحاطته بأسرار حياته وتفاصيلها , والقرآن الكريم قد تكفّل بذلك, فكانت فرضية الرسالة تنطلق من إن القرآن الكريم كتاب سماوي معجز, ولا يمكن تصور عرضه للقيم ونسقها خالٍ عن الهدف والغاية, فالنسق جاء مقصوداً وتترتب عليه آثارٌ دنيوية وآخروية , كون القرآن الكريم قائم ومبني على القصدية , وإن القيم داخل النسق جاءت مرتبة بحسب الأولوية والأهمية, كما وتربطها علاقة وثيقة فيما بينها , إذ لا تنفك عن بعضها البعض , وإن فقدان آية قيمة من هذه القيم أو سلبها مكانها من الترتيب يؤدي إلى خللٍ داخل النسق بأكمله, فلا يتحقق الغرض المقصود من ترتيب هذه القيم وفق النسق الإلهي الذي أراده الله تعالى , وبدوره ينعكس سلباً على حياة الفرد والمجتمع على حدٍ سواء .