خمائل تركي نعمه موسى | الشريعة والعلوم الاسلامية |
المستخلص
يُشير البحث إلى أن موضوع (الوهن الدلالي) هو دراسة مستحدثة فتكون في الألفاظ التي تحتمل لأكثر من معنى, وكذلك بسبب الوضع أو الاستعمال , وهو يشمل كذلك المشترك اللفظي كونه محتملاً لمعانٍ عدة مختلفة فتضعُف دلالتها نتيجة لتعدد معانيها, وكذلك المجاز كونه مردداً في معناه بين المعنى الحقيقي والمجازي, وكذلك شمول المعاني المرددة وآليات توهينها للتخصيص والنقل .
إلا أن أكثر المفسرين غفلوا عن توظيف معنى الوهن في تفاسيرهم ، فحملوا دلالة معاني بعض الألفاظ على ظاهرها ، فهو بذلك لم يتطابق مع مراد الله من كتابه الكريم ، فمعنى الوهن الدلالي في بحثنا هذا هو المعنى الآخر الموهن من ترجيحات المفسرين عندما رجحوا معنى على آخر, فهناك معان لدلالة مفردة قرآنية ضعفها بعض المفسرين أو غفلوا عن توظيفها في مكانها فوهن معناها , أو فسروها بحسب الظاهر من النص .
أما معنى الأثر الذي يترتب عليه المعنى في توجيه النص ، إذ أن بعض الدلالة تضعف وتـوهن بسبب عدم الاستعمال أو النقل ، فاللفظـة الواحدة لها دلالات متعددة تضعف أكثرها وتثبت لأحدها .
فالأثر هو ذلك المعنى الذي سيتولد ويظهر بعد توهين الدلالات الأخرى ، فالأثر هو النتيجة التي تظهر في توجيه المعنى القرآني بعد توهين ما لا يمكن الاعتماد عليه .
وإن من أسباب الوهن الدلالي ما هو نقلي ، فيتجسد دور السنة الشريفة في بيان سبب الوهن الحاصل فيها ، وكذلك من أسباب الوهن الدلالي مـا هـو عقلي ، وهنا يبرز دور العقل في تحديد المعنى من النص الظاهر، فإن الضعف الذي يحصل في دلالة بعض الألفاظ يؤدي إلى اضمحلاله فيوهن، وكذلك الوهن الدلالي يكون بسبب اللغـة ويتمثـل دور السـيـاق فـي تـوهين المحـتملات، وتـوهين المجمـلات ، وتـوهين الواضحات ، وتوهين العمومات ، وتوهين المطلقات .