الـتـــرف وأنـسـاقـه الـقــــرآنـيـة فـي شـعـر مـلـوك الأنـدلس وأمــرائـها

جعفر صادق وهاب لغة القرآن وآدابها

الخلاصة

الترف هو الطغيان والإسراف في النعم الحسية والمادية والمعنوية، وكانت الأندلس تشتمل على جوانب طبيعية خلابة وأخرى سلوكية و مادية متنعمة حاضنة مناسبة لظاهرة الترف، ولعل أبرز من تجلت فيه هذه الظاهرة في الأندلس هم الطبقة الحاكمة المتسببة بالترف والناشرة له والمتحكمة فيه ومن هذه الطبقة من دخل بوابة الشعر والأدب، فمنهم من كان مقلّاً لا يتعدى المقطوعات، ومنهم من تعدى ذلك لينظم بعض القصائد، وقليل منهم من كان صاحب ديوان، وعند عرض هذه المنظومة الشعرية لملوك الأندلس وأمرائها على منهج النقد الثقافي انطلاقا من القرآن الكريم لتكون الأنساق قرآنية ثقافية أظهرت لنا مضمرات الترف الكامنة خلف جماليات تلك الأبيات.
أظهرت لنا الأنساق القرآنية في شعر ملوك الأندلس وأمرائها شدة انطباق الترف وتأثيره على هذه الطبقة، فما أخفته الصور الفنية والجمالية أظهرته المنظومة النسقية القرآنية الثقافية عن طريق طرح النماذج، والأمثلة المُساوقة لواقع تلك الطبقة في صفة الترف، لتتضح لنا قراءة جديدة في مضمار الأدب لا تقتصر على ملاحقة مضامين النصوص وفنياتها الجمالية إنما تتعدى لقراءة النص ومُلقيه والواقع المحيط بهما ، فيكون البحث الإنساني في ميدان الأدب بهذه القراءة أقرب للحياة، لان الأدب إذا لم يلامس حقائق الواقع الحياتية المتضمنة لذلك النص ومُلقيه فلا طائل من الآدب .