التلازم في القرآن الكريم – دراسة تفسيرية

مها ياسر أحمد الحسيني الشريعة والعلوم الإسلامية

الخلاصة

﴿قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ وسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى﴾ وسلام على النبي المصطفى وآله الشرفا وصحبه ومن اقتفى اما بعد : قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب ولا تخلقه كثرة الرد، وولوج السمع من قال به صدق، ومن عمل به سبق، وقال ع : انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى. فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا. ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا. لقد تضمن القرآن علوما شتى ومازال غضا.
تناولت الدراسة موضوعا مشتركا بين عدة علوم وهو التلازم في القرآن الكريم دراسة تفسيرية فلذا كان لزاما على الباحثة ان تطالع هذه العلوم حتى تتكامل لديها الرؤية فقد راجعت الدراسة علوم اللغة والبلاغة وعلوم القرآن والفقه وأصوله وعلم الكلام والفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم .
المتأمل لكتاب الله عزوجل يجد فيه تلازميات على المستوى الداخلي والخارجي كان لها أثرا مهما في فهم النص وتوجيهه وقد رصد البحث هذا التلازم بمستوياته كلها وظهر للبحث أن التلازم في القرآن له عدة صور منها في اللغة والبلاغة والعقيدة وفي الفقه وفي الأصول وفي علوم القرآن وغيرها وظهر للبحث ايضا ان القرآن نفسه كان ومازال متلازما مع كثير من المفاهيم مثل الوحي والعترة الطاهرة والعربية
لقد عدّ العلماء التفسير باللازم أحد الوسائل المهمة في كشف خبايا النص القرآني واستعمله النبي الخاتم وكذلك الأئمة ومعظم الصحابة والمفسرون وغيرهم فهذا النوع من التفسير كان معروفا ومازالت تؤتى اكله في المعارف القرآنية وله مصاديق عدة في بقية العلوم . وتعد الثنائيات القرآنية مصداقا واضحا للتلازم في القرآن فان لها دلالات لغوية ومعرفية لا يمكن فهمها الا من خلال هذا الاقتران والتلازم . وقد أدرك العلماء انه من خلال برهان التلازم ،أو دلالة الالتزام وأقسامها يمكن فهم كثير من النصوص الشرعية والوقوف على عللها وغاياتها واستنباط الاحكام منها فمن هنا أخذ هذا الموضوع أهميته وخطورته كونه يعد أحد أساليب التفسير وآلة من آلاته المتعددة فتم بيان مفهومه عند العلماء مثل اللغويين والبلاغيين والمناطقة والأصوليين والمفسرين وعرض نماذج من التفسير باللازم عند النبي الخاتم ، و أئمة اهل البيت وأصحابهم ، والمفسرين على وفق مدارسهم التفسيرية و فضلا عن بيان تطبيقات متعددة للتلازم في القرآن الكريم وابرزها الثنائيات القرآنية وغيرها من المفاهيم .