كرار جبار حسين | الشريعة والعلوم الإسلامية |
الخلاصة
في خضم التطور الذي تعيشه الحضارات العالمية والذي نتج عنه صراعات وتصادمات بينها تهدف لأثبات فكر وآيدولوجية معينة على حساب أخرى, ترسيخ شريعة على أخرى, عولمة ثقافة على نظيراتها, تشتيت وتفتيت الهوية الرئيسة لأمة واستبدالها بأخرى يراد لها الشيوع, الترويج لقيم عالمية وتهميش ثقافات الغير, زمان اصبحت الدعوة فيه الى اللاتعددية الثقافية وضرورة الرضوخ لنمط وسلوكيات حضارية واحدة, عصر الغزو الثقافي والذي بدأت تستشعر خطورته جميع بلدان العالم , جاءت هذه الرسالة لبيان مفهوم الغزو الثقافي الغربي وتتبعه تاريخياً لمعرفة أبرز مراحله, وهل عانى منه المسلمين وحدهم دون غيرهم أم شمل اغلب البلدان؟ ثم التطرق لأهم الأساليب التي أعتمدها الغرب كقاعدة نظرية ينطلق منها في غزوه للعالم الإسلامي, مع التركيز على بيان مفاهيم هذه الأساليب ونشوئها وابرز الأهداف التي أرادت تحقيقها, والتي اعتمدت فيما بعد على وسائل وآليات ونظريات تمكنت من خلالها بث فكرها على نطاق أوسع وبدرجة أشد وبما يساهم في تحقيق مرادها, مع التأكيد على بيان مفاهيم هذه الوسائل والتطرق لأهم أهدافها والأفكار التي سعت لترسيخها في عقول وسلوكيات أبناء المسلمين, ثم تطرق البحث لأهم الأهداف التي يسعى الاستعمار لتحقيقها من هذا الغزو الجديد لبلاد المسلمين .
ولأن من واجب عقلاء الأمة و قدواتها المؤمنة الصالحة ان تقف بوجه مثل هكذا غزو , جاء هذا الرسالة ايضا لأثبات ضرورة وجود الفقهاء في المجتمع وإن مسؤولية الحفاظ عليه تقع على عاتقهم, وانهم متواجدين في كل ميادين الفكر الإنساني على عكس ما يُشاع من إن دورهم يقتصر بجوانب معينة دون أخرى, وايضا اظهار دورهم وجهودهم في مواجهة هذا الغزو الذي تقوم به حكومات ومنظمات موجهة سهامها لأهم مفاصل الحياة ومحاولة معالجتها وفق الرؤية الإسلامية, خصوصا تلك الشبهات التي تتعلق بحقوق المرأة في الإسلام وأنه لم يكن منصفا في التعاطي مع ثنائية الجنس البشري (الرجل و الأنثى) وإنه كان منحازا للرجل على حساب الأنثى وبدرجة كبيرة, وقد أثبت الباحث عدم حقانية ما يثار وإنه خلاف النصوص الشرعية ومتناقض مع ما أستنبطه الفقهاء وأسسوا له من ضرورة العدل بينهما, وإن حصل هناك أختِلاف بين الجنسين على مستوى بعض التشريعات الإلهية فهو واقع تحت لطف الله وتقديره وحكمته ولفلسفة خاصة بهذا التمييز خارج عن حدود الظلم وعدم الحياد بين الجنسين كما يتصور بعضهم , كما جاء البحث لأثبات إنه من غير المعقول إن يترك المؤمن بشريعة الله ويلجا الى قوانين وضعية اقرها البشر خاضعة لمحدودية تفكيرهم ونظريات متبدلة بين الليلة وضحاها .