حسين مجيد سلمان | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
لقد أثرت التغيرات الفكرية والفلسفية في القناعات البحثية مما أثر في إنتاج مناهج التحليل وتبنيها مهمة قراءة النصوص وتوضيح الأفكار , وما حدث من تداعيات بعد موجة الحداثة التي طرأت على مناهج وآليات التحليل , أثرت ايما تأثير في بنية التفكير وتقنيات التحليل , إذ كان من أهم تلك التداعيات التي حصلت في التفكير هو طرائق التفكير بالخطاب بعد تجاوز العقل التفكير بالجملة والنص .
فكان المنهج الحجاجي واحداً من أهم معطيات ذلك التداعي في عمليات التفكير والتحليل , إذ كان منهجا لقراءة النصوص وتحليلها عن طريق كشف المقاصد من النص , ومن ثم يتحرك الحجاج نحو إقناع المخاطب لتحقيق الغاية المرجوة من عملية التخاطب بين (المُخاطِب و المُخاطَب) , إذ تتمثل أهمية الأساليب الحجاجية بإظهار الجوانب الإقناعية لكل نص وردت فيه , والتي تهدف الى إقناع المتلقي , أو تغيير معتقده في قضية ما , أو سلوكه أتجاه أمر معين .
وليكون البحث منتجاً فقد آليت أن أختار نصاً مباركاً من تراث أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ذلك هو خطب الجهاد عند الإمام علي (عليه السلام) , محاولاً الكشف عن اليات الحجاج وأساليبه الإقناعية في نصوص تلك الخطب , وطرائق التأثير والإقناع في المخاطب .
تهدف هذه الدراسة إلى بيان الأساليب والآليات الحجاجية في خطب الجهاد عند الإمام علي (عليه السلام) ودورها في عملية التأثير والإقناع , فكان الفصل الأول في الحجاج الإيقاعي وأساليبه من ( السجع والجناس والتكرار والإزدواج والتوازي ) والفصل الثاني في الحجاج اللغوي ومن أساليبه ( العوامل الحجاجية والروابط الحجاجية والسلالم الحجاجية ) أما الفصل الثالث فكان في الحجاج البلاغي ومن أساليبه ( التشبيه والإستعارة والكناية والإقتباس القرآني ) وبيان ما انطوت عليه هذه الأساليب من حجج إقناعية قادرة على التأثير في المخاطب واستمالته لما يعرض عليه وفق منظور
حجاجي يعمل على تحليل النص أو الخطاب إلى أساليبه وعوامله الحجاجية المختلفة , وبيان دورها في الخطاب الجهادي والذي تحول إلى خطاب حجاجي بفعل تلك الأساليب والآليات الحجاجية الإقناعية لأجل تحقيق الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله .