فقــه المناظــرات والجــدل – عرض وتحليل –

إبراهيم عبد الجليل خرنوب جاسم الشريعة والعلوم الإسلامية

الخُلاصَة
مِنْ جملة المسائل التي تقع محلَّاً لابتلاء المكلَّفين وبكثرة، في الماضي والحاضر، مسألة شرعيَّة المناظرات والمجادلات، التي تقع بين أرباب الفنون والعلوم والتخصصات، بل بين عامَّة النَّاس، حتَّى من غير المختصِّين، وما يتعلَّق بها من أحكام وتفاصيل، وما يرافق تلك المناظرات والمجادلات منْ خروج عن الأحكام الإسلامية الواجب مراعاتها، حتَّى أصبح الناس يناظرون ويجادلون بسبب أو بدونه، وفي مختلف الموضوعات، سواء أكانَ المناظر عالماً بما يقول أم لا.
ومن هنا جاءت أهمِّيَّة البحث عن الأحكام الفقهية التي تنظِّم فوضى المناظرات والمجادلات، وتضعها ضِمنَ إطارها الشرعي والأخلاقي، وتهذِّبها وتنقِّيها مِمَّا يلحق بها من آفات محرَّمة لا يَحِلُّ للمسلم الدخول فيها، أو الانجرار خلفها عنْ دراية أو غفلة.
فالباحث يهدف من خلال هذه الدراسة إلى بيان الموقف الشرعي مِنَ الجدل والمناظرة، والتعريف بالأحكام والضوابط والآداب والأُسُس العلميَّة التي تقوم عليها المناظرات العلميَّة، وقد سار الباحث في دراسته وفقاً للمنهج الاستقرائي القائم على تتبع أقوال الفقهاء والمفسرين في المدارس الفقهية المختلفة، بالإضافة إلى المنهج الاستدلالي والاستنباطي في المناقشة وإقامة الأدلة على الأحكام الفقهية المختلفة، وكذلك اعتمد الباحث على المنهج المنطقي القائم على تحليل المناظرات والمجادلات تحليلاً عقلياً، يهدف إلى ضبط الموضوعات على أسس وضوابط التفكير العقلي السليم، صيانةً للمتناظرين من الخروج عن ضوابط وقواعد التحاور السليم والمثمر.