زينب فاضل جعفر | الشريعة والعلوم الاسلامية |
الخلاصة
تناولت الرسالة ظاهرة التنمر وسلوكها السلبي , التي انتشرت على نطاق واسع في المجتمع المعاصر وفي مجالاته كافة سواء بين الأفراد أم الجماعات , ويترتب على هذا السلوك السلبي العديد من الآثار والعواقب الوخيمة على الفرد والمجتمع , كما لا يخفى ان هنالك أسباباً عدّة تقف وراء هذا السلوك منها الأسباب النفسية والأسرية والاجتماعية والإعلامية وغيرها , وقد أضحى هذا السلوك خطرا يهدد أمن الأفراد والأسر وتحديداً في ظل التطور التكنلوجي الذي يشهده واقعنا في وسائل التواصل الاجتماعي ؛ إذ يجعل من التنمر أمرا سهلا ومتاحا للمتنمِّر في أي وقت , ولذلك فقد جاء هذا البحث لدراسة هذا السلوك , وكيفية معالجته , وبيان حكمه في الفقه الإسلامي , وبعد دراسة هذا السلوك خلص البحث إلى إن التنمر لفظ عام يشمل الجانب السلبي والجانب الإيجابي , لكن لفظة التنمر عادةً ما تنصرف عند إطلاقها إلى الجانب السلبي فقط , وعلى الرغم من حداثة هذا المصطلح , إلا ان حرمته واضحة في القرآن الكريم والسنة الشريفة ؛ لكونه لا ينفك عن الاستهزاء والسخرية , فضلاً عن مصاديقه المتعددة التي تكون حرمتها واضحة في الكتاب والسنة الشريفة , ويترتب على التنمر عقوبة دنيوية فضلا عن العقوبة الأخروية , فالعقوبة الدنيوية هي إما أن تكون حداً وأما قصاصاً وأما تعزيراً وبحسب ما قام به المتنمِّر من جُرم , وفي بعض الحالات يستحق المتنمِّر أكثر من عقوبة لقيامه بأكثر من جرم في وقت واحد , كان يقوم بقذف شخص فيستحق حد القذف , ويعتدي على شخص بالضرب فيكسر أحد أعضائه فيستحق قصاص ما دون النفس , وينبز آخربلقب يكرهه فيستحق التعزير , وفي حالة استحقاق المتنمِّر لأكثر من عقوبة يبدأ الحاكم الشرعي بما دون القتل ويترك القتل آخرعقوبة .