الأســـس المنـــهجيـــة للتـــفسيــر العـــلمــــي عــــرض وتحليــــــل

شــذى خضيـــر سلمـــان الزبــيــدي الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة

بعد أنّ ظهر التفسير العلمي للساحة وأصبح حقيقة وافية، وخِشية ألتباس الحق بالباطل شَرع العلماء بدراسة التفسير، تناولت الرسالة الأسس المنهجية للتفسير العلمي من خلال عرض وتحليل آراء كل من الفريقين، الفريق المؤيد للتفسير العلمي والفريق الرافض للتفسير العلمي، وهناك فريق ثالث ذهب الى التفصيل بالتفسير العلمي، ومن خلال عرض أدلة كل فريق، وكون الباحث من مؤيدي التفسير العلمي فقد وافقت آراؤه مع أدلة المؤيدين له بتحليل الأدلة وكذلك مميزات وفائدة التفسير العلمي ووضع ضوابط له وفق ما تم ذكره، ثم تم التعرض في البحث للعلاقة بين القرآن الكريم والعلم، إذ لا يوجد تنافي بين العلم والقرآن فيما ذهب إليه أصحاب الميول المنحرف وكذلك تم إيضاح العلاقة بين كُلاً من التفسير العلمي والإعجاز العلمي وكلاهما يسيران في طريق واحد لإيضاح مراد الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، فعن طريق التفسير العلمي يمكننا الوصول الى الأعجاز العلمي، وكما تم تبيان وإيضاح العلاقة بين كل من التفسير العلمي والأنماط الأخرى من التفاسير كالتفسير اللغوي والتفسير الأشاري والتفسير الأثري وغيرها مما تم ذكره، وتبين أن التفسير العلمي يتقوم ويتكئ على التفسير اللغوي مثلاً، وأن جميع التفاسير يمكن أن يُستفاد منها في التفسير العلمي وكذلك التفسير بالمأثور إن هناك أشارات للمعصوم نستطيع بها أن ندعم ونعزز التفسير العلمي وكذلك باقي التفاسير الأخرى إذ هناك علاقة واضحة بين التفسير العلمي والتفاسير الأخرى، فالتفسير العلمي ينظر الى الحقائق العلمية الواقعية والجهة المشتركة بين التفسير العلمي والتفاسير الأخرى هي الأدوات والتمييز بينهما في الموضوع، فالتفسير العلمي موضوعه الكشوفات العلمية والإشارات العلمية في القرآن الكريم والتفسير اللغوي موضوعه اللغة وهكذا، وكذلك تناول الباحث المؤيدين، والرافضين، والمفصلين للتفسير العلمي وأرائهم وأدلتهم والرد عليها، كما تناول الباحث عدّة أُسس منهجية للتفسير العلمي منها الأسس المستفادة من النقل التي تناولت الأسس العقدية، والأسس المنهجية المستفادة من العقل لما لها من دور في عملية التفسير العلمي، وكذلك تناول الأسس المنهجية المستفادة من اللغة لما للغة من أثر في التفسير العلمي، وذلك من خلال ايضاح معاني مفردات القرآن الكريم والقراءات وأثرها في التفسير العلمي ودورها في عملية التفسير كون أنّ هناك كثير من ذي الخلفية العقائدية المنحرفة الذين يميلون الى تفسير القرآن الكريم وفق أهوائهم وعقائدهم، وكذلك تم تناول الأسس المستفادة من المنهج التفسيري، وكذلك الأسس المنهجية العلمية المستفادة من الأكتشافات العلمية في التفسير العلمي وجميع هذه الأسس تناولت المفسر والأسس الخاصة به بكل جانب من جوانب هذه الأسس لما للمفسر من دور مهم في العملية التفسيرية التي لابد أن تكون له أسس منهجية وآليات وشروط تحيط به كي لا يقع في الخطأ، وكذلك الأسس المنهجية العلمية ودورها في التفسير العلمي والوصول الى الحقيقة التي لا تخالف النص القطعي كما تم ذكره، وما تم الوصول اليه أن وضع تلك الأسس المنهجية للتفسير العلمي سوف تُضّيق على القائلين برآيهم وتجعل حداً للخلاف بين الرافضين للتفسير العلمي وإنّ رفضهم له ليس من باب الحقائق العلمية، وإنّما من باب النظريات العلمية كونها تتغير بين حين وأخر.