جهود الميرزا مهدي الأصفهاني في كتابه معارف القرآن – عرض وتحليل

محمد حسون عبد الزهره الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
عند إمعان النظر في آيات القرآن الكريم وسيرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) نُدرك مدى الارتباط بين هذه الحجج ، فبهم مجتمعين يُقدّم لنا الفكر المستند الى الوحي مثالًا ومنهجًا للتفكير السليم .
ولذا اضطلع المحدثون والمتكلمون والفقهاء من الإمامية بمهام وواجبات وتحملوا الآلام والمصاعب في الدّفاع عن تراث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) القيّم واستطاعوا نقل هذه الجواهر الإلهية الثمينة الى الأجيال من بعدهم ، ومِن هؤلاء الميرزا مهدي الأصفهاني .
بدأ الميرزا في أَوّل الأمر بمجموعة من الآراء التي كان مصدرها الأساس هو القرآن الكريم والعترة الطاهرة ، ثم جاء من بعده تلامذته وأطلقوا على هذه الآراء اسم (مدرسة معارف أهل البيت عليهم السلام) وذلك تبعًا لمنهجها ، ثم جاء محمد رضا حكيمي واختار الاسم الشهير لهذه المدرسة وهو ما يُعرف اليوم بـ(المدرسة التفكيكية) . ضمّن الميرزا آراءه في كتابه الذي أَسماه (معارف القرآن) الذي قدّم فيه منظومة معرفية من خلال شرحه وبيانه الأصول والمبادئ لمدرسة الوحي مع تعضيد هذا البيان بالأدلة الواردة في القرآن الكريم وروايات أهل البيت(عليهم السلام) ، فالميرزا يرى أن هذه الأصول والمبادئ قد تعرضت للتحريف بسبب دخول الآراء الفلسفية إليها . حيثُ يرى أن الهدف الأساس منها- أي الفلسفة وحركة الترجمة- هو إبعاد الناس وإشغالهم عن علوم آل البيت (عليهم السلام) .
فالقرآن الكريم وفهمه وإدراك معانيه لا يكون إلا من خلال الاستعانة بالمعصومين (عليهم السلام) الذين يحملون صفة ترجمان الوحي والحافظين للعلومَ الإلهية ولهذا فهو يعترض ويخالف بشدة كل التأويلات العرفانية ، والتفسيرات الفلسفية التي لا تستند إلى مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وتعاليمهم