أحمد عباس إهميل اعطيه البيضاني | الشريعة والعلوم الاسلامية |
الخلاصة
الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين وبعد :
لا يخفى على ذي لب أنَّ القرآن الكريم زاخر بالمعارف الإلهية التي أثبتت صحتها على مرور الأزمان لاسيما في عصرنا الراهن، فلا لا يقتصر على زمان النص وحده بل يتعداه إلى جميع الأزمنة، فهو صالح لكل العصور، ومن ذلك وجهت سهام النقد من المستشرقين وغيرهم إلى قلب الدين الإسلامي وشريعته الصافية، حتى درسوا هذا الدين لا لغاية إلا بهدف اللغط فيه والنيل منه، والقاء الإشكاليات والشبهات المعاصرة على جميع المستويات كالعقائدية والمصدرية والإجتماعية وغيرها ، وكل ذلك من أجل بث روح التشكيك ونزع القداسة من القرآن الكريم ، فلجأوا إلى قراءة النص القرآني وفق قواعد معينة ومحددة.
ويفترض البحث أنَّ هذه الإشكاليات المعاصرة على أختلافها وتنوعها والغايات القابعة خلفها ، عالجها القرآن الكريم وفق رؤى عصرية منفردة ، ولا سيما إذا علمنا أنَّ بعض هذه الإشكاليات قديمة صقلت بقوالب جديدة ، فكان لزاما ً علينا والحال هذا استنطاق القرآن الكريم تجاه هذه المستحدثات العصرية، وهنا نتساءل هل كان القرآن الكريم في طليعة المتصدين لتلك الإشكاليات وبيان مضارها على المجتمع الإسلامي وغير ذلك؟ .
ولذا فأن الباحث عنى بدراسة الموضوع ب:” المعطيات القرآنية ودورها في معالجة الإشكاليات المعاصرة- دراسة تفسيرية” التي اشتملت على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة ، وقف فيها على أهم الإشكاليات المعاصرة وكيفية علاجها وفق الرؤى القرآنية التي تناسب مقتضيات العصر، مع بيان القلم المأجور الذي جاء بها ثم خرج بمجموعة من التوصيات والنتائج التي توصل إليها خدمة للدين الإسلامي ودستوره الخالد.