عَلاقَاتُ الدّالِّ بِالمَدلُولِ فِي الأَمْثِلَةِ القُرْآنِيَّةِ ( دِرَاسَةٌ سِيْمْيَائِيَّةٌ)

زَيْنَب هَادِي عَلِيّ لغة القرآن وآدابها

الخُـــلَاصَةُ
بعْدَ مَوْجَةِ الحَدَاثَةِ الَّتِيْ طَرَأَتْ عَلَى مَنَاهِجَ التَّحْلِيْلِ و آلِيَّاتِهِ ، تَمَّ استِحْدَاثُ عِدَّةِ مَنَاهِجَ جَدِيدَةٍ تَبَنَّتْ مَهَمَّةَ قِرَاءَةِ النُّصُوصِ وَ تَوضِيْحِ الأَفْكَارِ بِسَبَبِ التَّغَيُّرَاتِ الفِكْرِيَّةِ و الفَلْسَفِيَّةِ ، وَ إِنَّ مِنْ أَهَمِّ هذِهِ المَنَاهِجِ الَّتِي تَمَّ اسْتِحْدَاثُهَا هُوَ المَنْهَجُ السِّيْمْيَائِيُّ ، إِذْ يُعَدُّ أحد المَنَاهِجِ الَّتِي اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَفْرِضَ نَفْسَهَا فِي السَّاحَةِ النَّقْدِيَّةِ الحَدِيثَةِ .وَ هذَا المَنْهَجُ بِشَكْلٍ عَامٍّ يُعْنَى بِدِرَاسَةِ العَلَامَاتِ ، وَ قَد تَنَاوَلَ العَالمُ الأمرِيْكِيُّ (بِيرْس) العَلَامةَ في سِيَاقِ دَقِيقٍ يَعْتَمِدُ عَلَى كَثْرَةِ التَّفَرُّعَاتِ وَ التَّقْسِيْمَاتِ وَ عِنْدَهُ العَلَامَةُ ثُلَاثِيَّةُ الطَّابِعِ بَيْنَ ثَلَاثِ عَلَامَاتٍ فَرْعِيَّةٍ تَنْتَمِي عَلَى التَّوَالِي إِلَى الأَبْعَادِ الثُّلَاثِيَّةِ لِلْمَثَلِ وَ المَوْضُوعِ وَ المُؤَوَّلِ ، وَ مَا يَتَّصِلُ بِالمَوْضُوعِ مِنْ عَلَاقَاتٍ أَيْقُونِيَّةٍ وَ مُؤَشِّرِيَّةٍ وَ رَمْزِيَّةٍ ، تَّخَذَهَا البَحْثُ مَجَالًا لِلدَّرَاسَةِ .وَ لِيَكُونَ البَحْثُ مُثْمِرًا فَقَدْ عَمِدَتِ البَاحِثَةُ إِلَى أَن تَخْتَارَ نَصًّا مُبَارَكًا مُقَدَّسًا أَلَا وَ هُوَ النَّصُّ القُرْآنِيُّ المُشْتَمِلُ عَلَى الأَمثالِ المُبَارَكَةِ ، مُحَاوِلَةً الكَشْفَ عَنْ آلِيَّاتِ الرَّبْطِ السِّيْمْيَائِيِّ بَيْنَ طَرَفَيِ المَثَلِ .إِذْ تَهْدِفُ هذِهِ الدِّرَاسَةُ إِلَى بَيَانِ نَوْعِ العَلَاقَاتِ بَيْنَ الدَّالِّ وَ المَدْلُولِ فِي الأَمثَالِ القُرْآنِيَّةِ وَ دَوْرِ هذِهِ العَلَاقَاتِ فِي عَمَلِيَّةِ الفَهْمِ وَ التَّوَصُّلِ إِلَى المَعْنَى الكَامِنِ فِيمَا وَرَاءَ النَّصِّ مُسْتَعِيْنَةً بِكُتُبِ التَّفْسِيْرِ الرِّوَائِيَّةِ المَرْوِيَّةِ نَقْلًا عَنْ أَهْل البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) .فَقد تَحَدَّثَتِ البَاحِثَةُ فِي الفَصْلُ الأَوَّلُ عَنِ العَلَاقَةِ الايقونية وَ تَفَرُّعَاتِهَا مِن ( ايقونة مطابقة ، و ايقونة متصرف بها ، أيقونة مبتكرة) ، ثُمَّ تَحَدَّثَتْ البَاحِثَةُ فِي الفَصْل الثَّانِي عَنِ العَلَاقَةِ الرّمزية وَ تَفَرُّعَاتِهَا مِنْ ( رمز بصري وَ رمز سمعي وَ رمز ذهني) ، أَما بِالنِّسْبَةِ إِلَى الفَصْلِ الثَّالِثِ فَقَدْ تَحَدَّثَتْ البَاحِثَةُ عَنِ العَلَاقَةِ المؤشرية وَ تَفَرُّعَاتِهَا مِنْ ( المؤشرية السياقية وَ أَلمؤشرية الضّمنية و المؤشرية الصّريحة) ، وَ بَيَانِ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ هذِهِ العَلَاقَاتُ مِنْ مَعَانٍ كَامِنَةٍ مُتَرَابِطَةٍ تُوصِلُنَا إِلَى المَعْنَى الحَقِيْقِي ِّالمُرَادِ مِنَ المَثَلِ القُرْآنِيِّ مُسْتَعِيْنَةً بِتَفَاسِيْرِ أَهْلِ القُرْآنِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَام)