عزل وتشخيص الفطريات المسببة لمرض تعفن البذور وموت بادرات الحنطة Triticum aestivum في محافظة كربلاء ومكافحتها باستخدام التكامل بين بعض الأصناف والمركبات النانوية والعامل الإحيائي Trichoderma harzianum

محمـد حسـن جابـر قسم وقاية النبات

الخلاصة

هدفت هذه الدراسة الى عزل وتشخيص الفطريات المسببة لمرض تعفن بذور وموت بادرات الحنطة في محافظة كربلاء – العراق مع اختبار حساسية بعض الاصناف الشائعة والجديدة من محصول الحنطة بالإضافة الى تقييم كفاءة بعض المركبات النانوية والعامل الاحيائي T. harzianum والتكامل بينهما لمقاومة هذا المرض.
أظهرت نتائج عملية العزل والتشخيص المظهري والجزيئي لبذور وبادرات الحنطة المصابة التي تم الحصول عليها من سبع مناطق رئيسية لزراعة الحنطة في محافظة كربلاء المقدسة وجود سبعة انواع مختلفة تعود جميعها للجنس Fusarium وهي F. solani و F .oxysporum و F. chlamydosporum و F. culmorum و F. falciforme و F. cerealis و F. graminearum وكان النوع الفطري F. solani هو الاكثر تردداُ بنسبة 38%. علماً ان أكثر العزلات الفطرية كانت موجودة في حقول منطقة الحسينية تلتها حقول منطقة الحر ومنطقة الخيرات وبنسب 18،19 16% على التوالي. كما بينت النتائج أن جميع انواع الفطرspp. Fusarium المعزولة في هذه الدراسة ذات إمراضية عالية على بذور الحنطة عن طريق خفض نسب الانبات وبشكل كبير جداً إذ تراوحت نسب التثبيط من 75% الى 100%.
وبرزت نتائج تحليل التباين الوراثي بين سلالات النوع الاكثر تردداُ الفطر F. solani انها ذات مصادر عدوى مختلفة ; وذلك عن طريق النسبة العالية نسبياً للقواعد النايتروجينية المتغايرة بين سلالات هذا النوع التي جمعت من المناطق السبعة المشمولة بالدراسة إذ بلغت 36% بتسلسلات القواعد النايتروجينية للواسم الجيني Actin-1 % و 86% في تسلسلات القواعد النايتروجينية لمنطقة rDNA-ITS.
وكشفت نتائج الدراسة ايضا ان جميع اصناف الحنطة العشرة كانت حساسة للإصابة بجميع انواع الفطر Fusarium spp. المعزولة ولكن الصنف بابل كان الاقل حساسية عن طريق تحقيقه أعلى معدلاً لنسبة الإنبات 83.8 % واقل معدل للنسبة المئوية للاصابة 60.95 % وشدة الاصابة 1.73 في حين كان الصنف رشيدية الاكثر حساسية باقل معدل للنسبة المئوية للانبات 19.99 % مع اعلى نسبة مئوية للاصابة 94.28 % وشدة الاصابة 4.33.
وأكدت النتائج هذه ان الفطر الاحيائي T. harzianumالذي عزل من المبيد الاحيائي TRICHOZONE قدرته التضادية العالية ضد جميع الفطريات الممرضة من جنس Fusarium المعزولة في هذه الدراسة ; وذلك بتحقيقه نسبة تثبيط تراوحت بين 66.66 الى 80.39 % ، والتي توافقت مع نتائج مقياس Bell ، التي بلغت اقل او يساوي 2 .
و بصوره عامة حققت مادة أوكسيد الزنك النانوية ZnO افضلية معنوية في نسبة تثبيط جميع الفطريات الممرضة Fusarium spp. والعامل الاحيائي وفي جميع التراكيز المستعملة على مادة اوكسيد المغنسيوم النانوي MgO علماً ان التاثيرالتثبيطي لهذه المواد النانوية كان تراكمياً عن طريق العلاقة الطردية بين التراكيز والتاثير التثبيطي وكان اعلاها تاثيراً التركيز 10 غم/لتر وبمعدل نسبة تثبيط بلغت 80.00% في الوسط الصلب ، و 88.51% في الوسط السائل. كما كان تأثير المادة النانوية لاوكسيد الزنك على المسببات المرضية والعامل الاحيائي تثبيطياً وليس قاتلاً وذلك باستعادة الفطريات الممرضة والعامل الاحيائي لقدرتهم على النمو عند نقلهم من الوسط المسمم بالمادة النانوية الى الوسط الخالي منها ولكن لوحظ انخفاض نسبة النمو الشعاعي للفطريات الممرضة والتي تراوحت بين 23.52% الى 88.29% بينما كانت في المقارنات 100% كذلك انخفضت قدرتها الامراضية إذ كانت معدلات انبات بذور الحنطة بين 30-100% مقارنة مع 0 الى 40% في المقارنات وانخفضت نسب الاصابة ايضا الى اقل من 50% مع معظم الفطريات المعاملة ، بينما كانت تتراوح بين 60-100% في مقارنات الفطريات غير المتعرضة للمادة النانوية يضاف الى ذلك انخفاض التاثير على معدلات أطوال المجموع الخضري والجذري والوزن الجاف للبادرات مقارنة بالنفس الفطريات غير المعاملة مسبقا بالمادة النانوية لاوكسيد الزنك. ومن جانب اخر لم يتاثر العامل الاحيائي T. harzianum إّذ نما بشكل تام 100 % ولم تتاثر قدرته التضادية ضد الفطريات الممرضة.
وأوضحت النتائج ايضا عدم وجود فروقات معنوية بين طريقتي المعاملة بمادة اوكسيد الزنك النانوية تركيز (10غم/لتر) المستعملة على اصناف الحنطة ، وكذلك لم تؤثر المادة النانوية هذه على نسبة انبات الصنفين المختارين ولكنها اثرت وبشكل ملحوظ على معدلات أطوال المجموعين الخضري والجذري والوزن الجاف للبادرات.
من جانب اخر بينت النتائج وجود فروقات معنوية بين تاثير المبيدين الكيميائيين المختاريين على انواع الفطر Fusarium spp. الممرضة و العامل الاحيائي مع تحقيق افضلية للمبيد Beltanol بنسبة تثبيط بلغت 65.686% على المبيد %36 Pirisect التي بلغت 64.215%.
كما اظهرت النتائج أن جميع المعاملات التي طبقت على صنف الحنطة الاكثر حساسية قد حققت زيادة معنوية كبير في نسبة الإنبات للحنطة تراوحت بين 75 – 100 مقارنة مع 8.33% في معاملة المقارنة السالبة (الفطر الممرض فقط) كما لم تفرق هذه المعاملات معنوياً عن المقارنة الموجبة (بدون الفطر الممرض) التي كانت 100%. كما حققت معظم المعاملات فروقاً معنوية عالية في نسبة الاصابة ، والتي تراوحت بين 16.66 و33.33 % في حين بلغت في المقارنة السالبة 100% مع افضلية لمعاملات المبيد الإحيائي TRICHOZONE فقط و اضافة المبيد الاحيائي الى التربة قبل الزراعة + تنقيع البذور بمحلول مركب اوكسيد الزنك النانوية. ومن جانب اخر حققت جميع المعاملات خفضاً معنوياً عالياً في شدة الاصابة تراوحت بين 0.2 و 1.73مقارنةً مع معاملة المقارنة السالبة التي بلغت شدة الاصابة فيها 4.06 وكانت معاملة المبيد الإحيائي TRICHOZONE فقط الافضل. يضاف الى ذلك تحقيق معظم المعاملات زيادة معنوية في معدلات اطوال المجموعين الخضري والجذري والاوزان الجافة للبادرت.
وقد حققت نفس المعاملات عند تطبيقها مع الصنف الاقل حساسية رفعاً معنوياً في النسبة المئوية للإنبات تراوح بين 93.33 – 100% وخفضاً معنوياً في نسبة الإصابة تراوحت بين 6.66 و26.66 %. وكانت افضل المعاملات هي معاملة المبيد الإحيائي TRICHOZONE فقط و معاملة إضافة محلول اوكسيد الزنك النانوية ZnO قبل الزراعة ومعاملة إضافة المبيد الإحيائي الى التربة قبل الزراعة + تنقيع البذور بمحلول مركب اوكسيد الزنك النانوية. كما حققت جميع المعاملات خفضاً معنوياً في شدة الاصابة تراوحت مابين 0.06 و 0.33 وكانت الافضلية لمعاملات المبيد الإحيائي TRICHOZONE فقط و إضافة محلول اوكسيد الزنك النانوية ZnO قبل الزراعة. ومن جانب اخر حققت معاملة اضافة المبيد الإحيائي الى التربة قبل الزراعة + تنقيع البذور بمحلول مركب اوكسيد الزنك النانوية ومعاملة المبيد الإحيائي TRICHOZONE فقط زيادة معنوية في معدلات اطوال المجموع الخضري. وكانت معاملة اضافة المبيد الاحيائي الى التربة قبل الزراعة + تنقيع البذور بمحلول اوكسيد الزنك النانوية الافضل بين المعاملات والمقارنات في تحقيقها زيادة معنوية في معدلات اطوال المجموع الجذري والوزن الجاف للبادرات.