استدعاءُ المقدسِ في شعرِ دَّ. جاسمِ محمدِ جاسمِ العجَّةِ

صباح محسن عبود بلال لغة القرآن وآدابها

الخلاصة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنا محمدٍ النبي الأمين وعلى آلهِ الطيبينِ الطاهرينِ … وبعد .
مما لا شكَّ فيه أنَّ الأدَب العربيَّ عامَّة والشعرَ خاصَّة يُعَدُّ منْبعًا ثرًّا لا ينضبُ من الدراساتِ التي خاضَ غمارِها الدارسوَن, فموضوُع هذهِ الدراسةِ (استدعاء المقدِّس في شعرِ د. جاسم محمد جاسم العجة) كشف عن أثرِ استدعاء المقدّسِ وتأثيرِه في تكَوينِ الشاَعرِ الثقافيّ والمعرفيّ, فحاولت الدراسة تسليطَ الضوءِ على هذه الظاهرةِ ومدى تفاعلِ الشاعر في توظيفِ المقدّسِ في الشعرِ؛ لأنَّ ثقافةَ التقديسِ تُعد رافداً مهماً من روافدِ الإلهامِ الفكريّ والأدبيّ, وأستطاعتْ أنْ تفرضَ تأثيرَها على تجاربِ الأدباءِ من خلالِ فاعليةِ الاستدعاء النصيّ والحضوريّ للنصِ الغائبِ في المكوّنِ الذهنيّ والثقافيّ لدى المبدعِ .
والخوضُ في هذهِ الدراسةِ يقتضي أن تنقسم على ثلاثةِ فصولِ تسبقُها مقدمةٌ وتمهيدٌ وتليها خاتمةٌ توجزُ أهمَّ النتائجِ التّي توصَّلَ إليها الباحثُ.
أما التمهيدُ فقد استعرض الإطارَ المفاهيمّي للعنوانِ, وجاءَ الفصلُ الأولُ بعنوانِ المرجعياتِ الثقافيةِ للاستدعاء المقّدسِ عند الدكتورِ جاسم العجة, بِعدِّه توظيفاً للمرجعياتِ في الخطاب الأدبيِ, يجعلُه أكثَر بلاغةٍ وجزالةٍ وقوةٍ في الأسلوبِ واللغةِ, أما الفصلُ الثانيّ فقد خُصِّصَ الكلاُم فيه حولَ تجلياتِ المقّدسِ في شعرِ الدكتور جاسم العجة, وهذه التجلياتُ كشفتْ عن تعددِ استدعاء المظاهرِ التي تجلتْ في شعرهِ وجاء الفصلُ الأخيرُ بعنوانِ آلياتِ استدعاء المقّدس في شعرِ الدكتور جاسم العجة.
وقد اتضَح في خاتمةِ الدراسةِ أنّ الشاعرَ المعاصرَ وجدَ في استدعائهِ للمقدسِ الملاذَ الآمن, والطاقةَ الكامنةَ في تعبيرِه عن معطيات العصر, وكذلك نجد أن الشاعَر يتحول إلى ناقدٍ أحياناً في بعض قصائدِه من خلالِ استحضارِ الأفكارِ والنظرياتِ النقدية التي أصبحتْ مقدسةً في النقد الأدبي كنظريِة عبيدِ الشعر, وكذلك أشارَ إلى فكرةِ انتقاءِ الألفاظِ التي حيّرتْ النقادَ (ثنائية اللفظ والمعنى), فضلا عن نتائِجَ أخرى .