علي رياض زِمام حمّادي | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
يُعدُّ النّص القرآني مادةً أساسيةً للدرسِ البلاغي، فلا يَستطِيعُ الباحثُ أنْ يكونَ مُلِمَّاً بِعلومِ البَلاغةِ دونَ الإشارةِ والاستعانةِ بالنّصِّ القرآني المُبارك، من هذا المُنطلَق اعتمدَ الباحثُ النّصَّ القرآني في هذهِ الدّراسةِ واختارَ (الآياتِ الدّالة على الفسادِ والإفسادِ في القرآن الكريم) مِن بينِ النّصوصِ القرآنيّةِ؛ لأنَّ صورَ الفسادِ والإفسادِ مِن الصُّورِ التي رَكَّزَ عليها القرآن الكريم، وهو من بابِ الإنذارِ والتَّنبيهِ وبَيانِ العاقبةِ لِتكونَ لنا العِبرةُ والعِظَةُ من هذهِ النّصوص، ولكي يكون سلوك الإنسان المُسلم دَوماً صَالحاً مُستقيماً وهو الغرض الذي بُعِثَت لأجله الرّسل وأُنزِلت الرّسالات الإلهيّة، وجعلت هذه الدراسة بثلاثة فصول يسبقها تمهيد، وتليها خاتمة: الأوّل، وقَد دَرَسَ فيه الباحثُ الأساليبَ التعبيريّة التي عرض من خلالها القرآن الكريم آيات الفسادِ والإفسادِ، وتناول في الفصل الثاني بلاغة التّركيب في آياتِ الفسادِ والإفسادِ، إذ إنّ عُنصر التّركيب في النّص يُعدّ فعّالا في إعطاءِ المفردةِ القرآنيّةِ معناها الحقيقي فلا يكونُ لها معنى دونَ حالةِ التّركيبِ مع باقي المفرداتِ، أمّا الفصل الثالث فخُصص لدراسة التّصويرِ والتناسب الصّوتي في الآيات عيّنةِ الدّراسة.
وقد ظهرَ في خاتمةِ الدّراسةِ أنّ النّصَ القرآني قد تفرّدَ بميزةٍ أساسيّةٍ في التّأثير، وهي أنّ تأثيرهُ ليسَ قائماً على اختيارِ الكلماتِ والمفرداتِ المجرّدة فحسب، لكنّه قائمٌ على الإيحاءات والتّلميحات أيضاً، وهذه السّمة قد أضفت لأسلوب القرآن جمالَهُ وقوةَ تأثيرِهِ؛ لِمَا نتجَ عنها من معانٍ إضافيّة، الأمر الذي قضى بخلودها وصلاحيّتها في الأزمان، وَوَسَّع مساحة التّفكير والتّأمُّل في فضاءات الكلمة المتعددة المعنى، كما ظهر تعدد أساليب القرآن الكريم في عرضه للحقائق والمعاني في الآيات عيّنة الدّراسة، فضلاً عن نتائج أخرى.