عدنان خابط سرحان دهش | فلسفة في ( الشريعة والعلوم الاسلامية ) |
الخلاصة
القرآنُ الكريمُ هو كتابُ الله الخالدِ ومعجزةُ النبي (|) الباقيةُ ما بقيَتِ الدنيا، ومِن خصائصِ هذا الكتابِ أنَّهُ تبيانٌ لكلِّ شيءٍ، وقد نزلَ القرآنُ الكريمُ صوتًا على صدرِ نبيِّنا محمدٍ (|)، ولم ينزلْ مخطوطاً، بل اتَّخذَ من الصدورِ مقرًّا له، وقد انضوَتْ تحتَ أصواتِهِ وتآلفِها مفاهيمُ عديدةٌ، وإشاراتٌ متنوعةٌ تكشفُ عن مكنونِهِ مِنَ العلومِ والحقائقِ الواردةِ فيه، وما نحاول دراسته في هذا البحث بيان الدور الإيجابي للقرآن الكريم باعتباره نصاً اعجازياً خالداً في تحديد مفاهيم علوم القرآن ومصطلحاته.
وعليه فأن هناك عدد من المفاهيم والمصطلحات لعلوم القرآن التي تناولها النص القرآني، وعدة من علوم القرآن ومباحثه المهمة التي خدمت النص القرآني في ايضاحه وبيان آياته، ومن المعلوم ان علماء علوم القرآن قد أكثروا في تصنيف هذه العلوم أو المباحث كلُّ حسب اجتهاده وما فتح الله عليه من نور العلم، وسيحاول الباحث الوقوف على مدى مدخلية النص القرآني في تحديد هذه المفاهيم والمصطلحات من أجل الكشف على علوم القرآن التي أشار اليها النص القرآني سواء بالمفهوم أو بالمصطلح الصريح، والتي كان موضوعها النص القرآني؛ لكون هذه العلوم منها ما أنبثق منه، ومنها ما خرج عنه الا أنها علوم خادمة للنص القرآني، ومنها ما صنفه العلماء انها من علوم القرآن ووجدت في النص القرآني وأشار اليها الا أن موضوعها ليس القرآن الكريم بل تعتمد على العلوم التجريبية، أو المنطقية، أو الحسابية الرياضية، وغيرها فتخرج تخصصا،ً فكل علم لا يكون موضوعه القرآن الكريم لا يكون من علومه وأن ذكر أو أشار اليه النص القرآني، فهدف الباحث من الاطروحة تحديد علوم القرآن وتاريخه التي كان للنص القرآني مدخلية في تحديدها والتأسيس لها؛ ليكون النص القرآني الضابط الأول في تحديد علوم أو مباحث علوم القرآن؛ كونه المرجع والمؤسس الأول للمفاهيم والمصطلحات بصورة عامة، ولعلوم القرآن بصورة خاصة.
وآخر دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِ العالمين، والصلاة والسلام على محمد واله الكرام، وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.