الإيحاءات المعبِّرة لآيات الجسم في القرآن الكريم – دراسة موضوعية

دعاء جبار عبيد كاظم الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
يعد التواصل غير اللفظي واحدا من الوسائل التعبيرية التي ذكرها القرآن الكريم وذلك من خلال توظيف لغة الجسد، فقد لاحظ البحث أنَّ الإيحائية المعبِّرة التي دلّت عليها أعضاء جسم الإنسان كثيرة ومتنوعة، وكانت تحمل دلالات مختلفة توزعت بين الآيات القرآنية المباركة وفي مواضيع كثيرة، فبعضها كان يستعمل في مواضع الخير وبعضها الآخر استعمل في مواضع الهلاك والعذاب وذلك بحسب السياق القرآني الذي ترد فيه، وقد حملت تلك اللغة الصامتة إيحاءات معبرة وهي تدل على الإعجاز القرآني في توظيف تلك اللغة للكشف عن المعاني بطريقة الإيماء واللمحة الدالة، ومن دلائل الإعجاز فيها أنك تجد العضو الواحد من أعضاء جسم الإنسان يوظف بطريقة بلاغيّة مؤثرة تحمل مضامين عالية، تدعو إلى التمسك بالغرض الذي من أجله خلق الله الإنسان هو العبادة، وقد صدرت التحذيرات والرسائل الإلهية التي تدعو الى توظيف أعضاء جسم الإنسان في مجال الخير والدعوة إلى التمسك بالقيم والفضائل الربانية لأن هذا التمسك يقود إلى النجاة والفوز برضا الله، ولهذا تنوعت تلك الحركات الإيحائية لتشمل مختلف أعضاء الجسم بدأ بالرأس وما اشتمل عليه من عيون ورقبة ومرورا بالأيدي وانتهاء بالأرجل ودلالة حركتها وما ينتج عن تلك الحركات من إيحاءا متنوعة، ولا ننسى ن نذكر مسالة التفرعات الجزئية التي يشتمل عليها العضو الواحد، بحسب اجزاء ذلك العضو، وان لكل عضو حركاته الخاصة التي تقود الى معاني ودلالات مكثفة، اي أن هناك تراكما للمعنى في النص القرآني واستعمال كل حركة من حركاته في مواطن كثيرة يكشف عن هذا التراكم في المعنى، وهو لاشك امر تعجز عنه الطبيعة البشرية لأنها بطبعها قاصرة والكمال وحده لله الخالق، والذي حث على التدبر في نصوص ومضامين القرآن وقد كان هذا التدبر غاية من غايات هذا البحث .