فقه الحديث عند الإمامية كتاب استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار اختيارا

صفاء عزيز عمران الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة :
لا يخفى على المتتبع من أن فقه الحديث كمصطلح هو اصطلاح حادث متأخر، وإن جرت في الحديث عن اصطلاحه الأقلام؛ إذ انه يمثل جانبًا هامًا من التشريع، وهو جزءا لا يتجزء من التراث الفقهي والشرعي عند المذهب الإمامي .
وما حاول البحث أن يصل إليه في هذه الرسالة ،بجهدٍ حثيث هو اقتناص موارد فقه الحديث، وبيان صورة الاستنباط والفهم الروائي، من طريق بحث هذا العلم الذي يتبنى فهم الحديث بعيدًا عن الجانب الرجالي والدرائي، و قد تم ذلك من خلال ما استعرض من أهمية هذا العلم ونشأته عند الإمامية، فضلًا عن صياغة ضوابطه وقواعده، ومباني الفقهاء في الاستنباط والاستجلاء، التي يخوضونها في ميدان فهم الحديث وتفقهه.
كذلك إنّ من الصعب الإلمام بجهود الشيخ محمد بن الحسن العاملي، وعطائه التليد في هذه الرسالة، إذ أن ما أورد من جهدٍ يمثل النزر القليل من العظيم الجليل من آثاره، فمن الصعب استيعاب مخرجات الشيخ الفقيه ،والمحقق النبيه ،في رؤية قاصرة وقراءة عابرة، وهذا جلي فيما استعرض من الاستنباط والاستكناه، إذ حوى كتابه الاستقصاء المنقول والمعقول، من الفروع والأصول.
وأخيرًا .. سيقف البحث على فائدتين مهمتين، الأولى منهما هو: الالتفات والاستبصار لأهمية كتاب( استقصاء الاعتبار)؛ إذ يمثل هذا الكتاب هويّة تعريفية لعظم جهود الشيخ العاملي، والفائدة الثانية هو التفقه بموارد فقه الحديث، وضوابطه وقواعده ،فضلًا عن نشأته وأهميته الكبرى في الساحة الفقهية .