التَّعزيْز والتَّثبيْط فِيْ القُرآنِ الكَريْم – عرض وتحليل

حكيم خضر نعمة المُوسوي الشريعة والعلوم الاسلامية

الخُلاصَـــة
بحثت الرسالة التَّعزيز والتَّثبيط عبر الوقوف على معناهما في اللغة والاصطلاح، وبيان أهميَّتهما، وذكر بعض أساليبهما، بعد ذلك جال الباحث في رحاب القرآن الكريم، عبر عرض الآيات الكريمة وتحليلها، إذ تناول الباحث آيات العقائد: (التوحيد، والعدل، والنُّبوة، والإمامة، والمعاد). وآيات الأحكام: (العبادات، والمعاملات، الأحكام والديِّات). وآيات الأخلاق: (الأخلاق العملية، والأخلاق النظرية)، مستعيناً بالتفسير، وأحياناً بالروايات، واللغة، وثُمَّ تشخيص التَّعزيز أوالتَّثبيط الذي رصده في تلك الآيات، كل حسب محلّه في تحديد الموضوعات، ولم يتعرَّض الباحث إلى كل تعزيز وتثبيط وارد في القرآن الكريم؛ بل إلتزم المحاور التي قُيِّد بها، وحتى في هذه المحاور اقتصر على نماذج محددة فقط؛ لأنَّه لا يمكن – هنا – تشخيص جميع ما ورد في الكتاب العزيز من تعزيز وتثبيط؛ لأسباب، منها: أنَّ الباحث لو فعل ذلك لخرجت الرسالة عن حدّها الأقصى.
وبما أنَّ القرآن الكريم يضم كنوزاً معرفية فلا بد من التنقيب عنها، واستخراجها؛ لأنَّها وجدت لمصلحة الإنسان، ومن تلك الكُنوز هذا الموضوع الذي يُعد من الموضوعات بالغة الأهمية التي تسهم في تكامل الإنسان، إذ اكتشف الباحث أنَّ آيات القرآن الكريم زاخرة بعنصر التَّعزيز، وإلى جانبه عنصر التّثبيط، فالأول نماء للخير، والثاني اجهاض للشر.
كما يمكن الإفادة من أساليب التعزيز والتثبيط التي اتبعها القرآن الكريم؛ وذلك بتطبيق نظائرها – في حدود الممكن والمسموح شرعاً – بالتعامل مع الآخرين، فمثلا نلحظ في الكتاب العزيز أنَّ عنصر التَّعزيز عُومل به حتى غير المسلمين، وفي ذلك الأثر الكبير كقبول الاسلام والانقياد له، أو كتحقق السلم المجتمعي. فعليه سبحانه المعوَّل، وهو المسدِّد.