الأُصول القرآنيَّة في بناءِ الذَّاتِ وتطويرها عند أهل البيت _(ع) دراسةٌ موضوعية

دعاء حسون كاطع عباس الإبراهيمي الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ بناء شخصية الانسان تحتاج إلى رسم خارطة صحيحة تجعل الانسان يسير في مسار غير ذي عوج , فجاء موضوع الأُصول القرآنية في بناء الذات وتطويرها عند أهل البيت(عليهم السلام) لتأسيس وتأصيل فكرة أن بناء الذات وتطويرها لا يكون الا عند أهل البيت(عليهم السلام) وكل ما كتب من نظريات فلسفية وتنموية لا ترقى إلى ماجاؤوا به ,فمهما بلغت قدرة الانسان لايمكنه وضع الخطط والاستراتيجيات لإدارة ذاته وتطويرها؛ لأنه لايحقق الانموذج الأكمل .
وعليه فإن بناء الانسان وتطويره لايمكن أن يتَحقق الا بتعاليم السّماء التي تجعل منه انساناً سوياً في مواجهة مصاعب الحياة ومن ثم تسخير طاقاته وتوظيفها في سبيل الوصول إلى حياة أفضل في الدنيا والاخرة ،
بينت الباحثة عِبر فصول الرسالة ومباحثها وظيفة اهل البيت (عليهم السلام) في بناء الذات وتطويرها؛ لكونهم الثقل الأكبر ولديهم المنهجية الصحيحة في التأسيس والتأصيل لبناء ذات الانسان وتطويرها
ويأتي البناء السليم والتطوير عن طريق الأُصول النظرية والعملية، عِبر العقيدة الصحيحة التي هي الحجر الأساس ، ومن ثم المعرفة التي يتحقق ويدرك بها الاشياء ومن ثم الطاعة والاعتصام ، فهذه هي الأُصول النظرية التي لولاها سوف يتسافل الانسان إلى أسفل سافلين…
بعد ذلك يأتي دور الأُصول العملية فالقول يحتاج إلى تطبيق ويظهر ذلك عن طريق الاستقامة والاقتداء والعبادة.
يحتاج الانسان إلى جهاد النفس وتهذيبها من الأمراض والرذائل الأخلاقية ,يراقب النفس الامّارة واللّوامة ليصل إلى النفس المطمئنة والراضية بما قدّره الله فلا تزيغ وتلزم طريق العبودية ، فللنفس أنماط كما ذكرها لنا الله عز وجل وفصّل أطباعها امير المؤمنين ( عليه السلام).
إن عمليتي البناء والتطوير مرتبطتان بما وضعه أهل البيت(عليهم السلام) من أصول؛ لأنهم ترجمان القرآن و ساسة العباد ووضعوا الأسس والقواعد لتطوير الانسان وبنائه عِبر أساليب عدة منها القصص التي لها الدور الكبير في عملية البناء والتطوير، فوضّح القرآن الكريم عِبر النماذج القصصية كيفية الرقي نحو السعادة والكمال بالاقتداء بالعباد الصالحين الذين جعلهم رسلا وانبياء يرسمون للإنسان طريق الخير.
إن دين الاسلام لا يكتفي بطرح النظريات بل يعمل على تطبيقها وتقديم النماذج العملية والحسية ، وأهل البيت (عليهم السلام)هم الأنموذج الأكمل للإنسان الحي الذي إن كان عارفًا بهم ومطيعًا لهم ومعتصماً بحبلهم سيحافظ على الفطرة السليمة التي أَودعها الله فيه…والله ولي التوفيق