الفقه الاقتصادي عند الإمام عليّ (عليه السلام) عرض وتحليل

اِقبال هاشم زيدان علي الشريعة والعلوم الإسلامية

الخلاصة
يحضى موضوع قواعد الفقه الاقتصادي في الدراسات الانسانية اهتماما متزايدا في عالمنا المعاصر، ويستفاد في اكتشاف عناصرها ومقوماتها وسبل نجاحها من تجارب السابقين والتي نقلتها كتب التاريخ ووثائقه المتنوعة الينا، وقد دأب الكثير من الباحثين علی دراسة تلك التجارب والافادة منها في ذلك، وحرياً بنا نحن المسلمون ان نستلهم من تجارب اعظم قادتنا الذين جسّدوا الاسلام وقيمه واسسه واحكامه علم القيادة وحيثياتها. وقد عّرف المسلِمون الإمام علي (ع) علی إنه أعظم قادة المسلمين بَعدَ رسول الله (ص) وان الإمام علي(ع) كان له موقفا قياديا كبيرا في مواجهة التحديات الاقتصادية التي المّت بالمجتمع الاسلامي جرّاء الفترة بعد رحيل النبي(ص) وضعف قواعد الفقه الاقتصادي. وقد تجلت معالم نجاح قواعد الفقه الاقتصادي للإمام علي (ع) لعدة اعتبارات منها انه التلميذ الاول والسابق لرسول الله (ص) الذي اخذ العلم عنه وافاد من تجارب قيادته الالهية في العهدين المكي والمدني، واليوم نحن في مجال علم القيادة الاقتصادية وتوسع دراسة الوثائق التاريخية التي تعكس هذه التجربة الفريدة بحاجة ماسة الى دِراسة قواعد الفقه الاقتصادي للإمام علي (ع)، التي صارت موضع اهتمام المفكرين والقادة فهذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة حيث جعلت عهد مالك الأشتر الذي كتبه الامام علي (ع) له حين أرسله والياً علی مصر كتوصيات لقادة دول العالم , ومن هنا عنوان بحثنا: قواعد الفقه الاقتصادي المستنبطة من كلام الامام علي (ع) . وبما إنّ اختيار المنهج الملائم لبحث المشكلة وتحقيق الهدف منها من أهم الخطوات التي يترتب عليها نجاح البحث في المنهج التحليلي واستخدام المصادر وقد اظهرت نتائج الدراسة أن هناك قواعد اقتصادية يمكن استنباطها من كلام الامام علي (ع), وقد حققت نتائج علی أرض الواقع كتحقيق المساواة , ومحاربة الفساد وعزل الولاة الفاسدين