أثرُ أهواءِ الرواةِ وميولِهم في اعتبارِ الحديثِ -دراسةٌ تحليليةٌ

حسنين خالد عبد الساعدي الشريعة والعلوم الإسلامية

الخلاصة
الحديثُ النبوي الشريف المصدرَ الثاني من مصادر الشريعةِ الإسلاميةِ، لقوله تعالى:﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (النحل، 44)، وقالَ تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(الحشر، 7)، لأن كلامه (صلى الله عليه وآله) وحي من الله تعالى﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (النجم، 4)، غير أن الواسطةَ بيننا وبين النبي (صلى الله عليه وآله) هي سلسلة من الرواة الناقلين لاحاديثهِ، وهم على كل حال فيهم الصالح والطالح، وفيهم الثقة وغير الثقة، والصدوق والكذوب، لقوله(صلى الله عليه وآله): (( أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ ))، (الكليني، الكافي، 1، 62)، ومع وجود وسائط مشبوهةٍ في تاريخ الحديثِ النبوي، بقصدٍ أو بغيرِ قصدٍ، وبنيةٍ حسنةٍ أو غيرِ حسنةٍ، اخترت هذا الموضوع، ليكون تحت عنوان (أثر أهواء الرواة وميولهم في اعتبار الحديث)، دراسة تحليلية لما رواه أهلُ الأهواءِ والبدع، وما روي عنهم وما شهدوا به، وذلك من جهةِ اعتبارها وعدمه؛ لخطر ذلك على الدين، ولأجل تحقيق أهدافها المرجوة انتهج الباحث المنهج التكاملي، لمتضمنه للمنهجِ الاستقرائي بأسلوبيه الوصفي والتحليلي، وقد انتهينا إلى نتيجةٍ كليةٍ مفادها أن موقفَ علماء الامة الإسلامية بشتى طوائفها ومذاهبها كان بين قبول روايتهم والرواية عنهم ورفضها، ولكنّهم اُشترطوا في روايتهم والرواية عنهم شروطاً خاصة لا على الإطلاق، وذلك لخطورة ما تيرتب على ذلك في تضليل الأمة وانحرافها عن مسارها الصحيح فيما بعد.