سلطة الاستشراق في الدراسات القرآنية المعاصرة ـ دراسة نقدية

علي شاكر سلمان العارضي فلسفة في الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة على الحبيب المصطفى واله الأطياب الميامين وبعد :
يبقى القرآن الكريم البحر الذي لا يدرك ساحله فمنذ اللحظة التي نزل بها أصبح مدار العلماء والعارفين وراحت دراساتهم حوله تكتشف ما فيه من علوم ومعارف ضمن مناهج تراعي قداسة النص ومصدريته وهذا انتج لناحقلاً اطلقنا عليه بـ الدراسات القرآنية الاصيلة ، وفي قبال ذلك كان المستشرقون يؤسسون لدراسة القرآن الكريم ضمن رؤى ومناهج خارجة عن اطار القداسة والمصدرية اي ضمن رؤى ومناهج خاصة وهذا لا يمكن بثه في الوسط الاسلامي من قبل المستشرقين انفسهم مما لجأوا الى اعداد جملة من الكتاب المسلمين لبث ذلك فانتجوا لنا حقلاً سمي بـ الدراسات القرآنية المعاصرة.
وهنا يفترض البحث أن هناك سلطة تمارس من قبل المستشرقين على رواد الدراسات القرآنية المعاصرة لان هناك جملة اشارات تؤكد ان هناك علاقة مريبة بين الطرفين منها التلمذة، والخلفيات الفكرية، والمتابعة، والدفاع والعتاب، ناهيك عن النصوص الصريحة، وهنا يتساءل الباحث ما السبب الذي حدى بهم الى ترك المنهجيات الاسلامية واعتماد اخرى غربية ؟ وماهي النتائج الجديدة التي خرجوا بها ولم يتمكن علماء الاسلام من اكتشافها؟ لماذا يحاول المستشرقون ورواد الدراسات القرآنية المعاصرة سحب التجربة الغربية وتطبيقها على التراث الاسلامي؟ للوقوف على مضان تلك العلاقة ومحاولة كشفها وتصحيح مسار تلك الدراسات نحور رصد تلك السلطة.
لذا فقد وسم الباحث دراسته بـ” سلطة الاستشراق في الدراسات القرآنية المعاصرة ـ دراسة نقدية ” والتي انتظمت على مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة وقف من خلالها على ادلة السلطة وتقنياتها واساليها ومعالمها الفكرية والمنهجية وأهم التطبيقات التي عالج فيها الباحث جميع الاشكاليات التي واجهته والتساؤلات التي أثارها والردود التي قدمها بغية الوقوف على مضان الدراسة، مستعيناً بما وظفه من ردود وما استطلعه من مصادر مازج فيها بين المصادر الحديثة والقديمة، المترجمة وغيرها، عندها خرج بجملة من النتائج التي توصل اليها اثناء رحلة بحثه وخرج بجمة من التوصيات لعلها تكون كلمة حق في ميدان خدمة الكتاب العزيز .