العيّنات البشرية في التجارب العلمية – دراسة فقهية –

نورا لواء جاسم الكَلكَاوي الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذي وهب لنا العلم وجعل أول كلمات كتابه العظيم ( إقرأ ) وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبراس العلم في مشارق الأرض ومغاربها والمبعوث رحمة للعالمين أبا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين أما بعد ..
إن علم الفقه يعد من أجل وأشرف العلوم مكانةً وشأناً ، وأعلاها قدراً وأعظمها نفعاً ، ومما لاشك فيه أنّ كل علم من العلوم يكتسب شرفه من شرف موضوعه ، وشرف علم الفقه موضوعه وهو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية ، ومن فروع علم الفقه : الفقه المعاصر (فقه النوازل والمستحدثات ) فالحياة المعاصرة تعِج بكثير من القضايا الجديدة التي لم يكن لها نصوص فقهية مستقلة سابقة، وتحتاج نظراً فقهياً لاحقاً، والمسلم شرعاً مكلف بأن يبحث و يعرف حكم الله سبحانه وتعالى فيها، حتى يظل في سياج الشرع الشريف ، وغير واقع في حدود الله تعالى، وغير مفرط في دينه ،ومن القضايا المعاصرة إستخدام الانسان كمدار لإجراء مختلف التجارب والأبحاث العلمية ، فقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وأودع فيه أسرارًا ونواميس لا يستطع أحد أن يخترقها مهما بلغ من قوة وعظمة وهذا مما تقتضيه عظمة هذا الخلق، إلا أن الله عز وجل قد وضع غرائز في الإنسان تدفعه إلى البحث والنظر في أسرار هذا الكون ونواميسه إذ أودع فيه ملكة العلم، والبحث والإستكشاف والتطور للربط بين الأشياء والأسباب والنتائج التي تفيده، فقام الإنسان بإجراء الإختبارات والتجارب في كل ناحية من نواحي هذا الكون الفسيح، حتى جسده لم يكن في منأى عن تجاربه وإختباراته . وجاءت هذه الدراسة الموسومة ب(العينات البشرية في التجارب العلمية- دراسة فقهية ) من أجل معرفة ما مدى مشروعية إجراء التجارب العلمية على جسم الإنسان في الشريعة الإسلامية، وماهي الاحكام و الضوابط الشرعية التي تحكم التجارب العلمية والتي يجب مراعاتها والأخذ بها في عين الاعتبار في كل تجربة تمس جسد الإنسان، بحيث تمنع الضرر عنه ، إذ تعد هذه المسألة من الأهمية بمكان بحيث لا يمكن لنا أن نتغاضى عنها أو أن نتجاهلها.
وإنتظمت الاطروحة على مقدمة وفصول خمس وقفت فيها الباحثة على أحكام إجراء التجارب العلمية على الانسان كالتجارب الطبية (العلاجية – وغير العلاجية – والجراحية – والسريرية) والتجارب النفسية ، والتجارب الكيميائية ، والتجارب البيولوجيا ، و أحكام إجراء التجارب على غير معصوم الدم ، وعلى الاجنة . ثم جاءت الخاتمة التي تناولت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها أثناء رحلة البحث ، وتلتها جمة من التوصيات، وتبعتها الملاحق التي تضمنت إستفتاءات مراجعنا العظام (دام ظلهم ). ثم بعد ذلك ذكرنا قائمة المصادر والمراجع التي حوت على جميع المصادر والمراجع التي إعتمدنا عليها في دراستنا والتي مازجت بين الحديثة والقديمة .