ظاهرة العنف المجتمعي ومعالجاتها في ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة

فاطمة حسن داخل الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
لقد حاز موضوع العنف على اهتمام العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف التخصصات.
فهو يعد ظاهرة مشتركه شمولية تجمع شتى الجوانب الدينية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والثقافية.
وظهر العنف في جميع المجتمعات البشرية بوسائل ودرجات مختلفة، فللعنف جذور تاريخية منذ بداية البشرية على الأرض، فمن تصور الملائكة عن خليفة الله سبحانه وتعالى حين قالوا : ﴿ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ ﴾ البقرة : 30
وهذا عنف صريح بإفساد في الارض وسفك الدماء ، إلى وقوع أول حادثة عنف حين قتل قابيل أخاه هابيل.
والظاهر أن العنف يزداد وينتشر بتقدم الزمن ومع تقدم وسائل الحماية والقوانين الوضعية الا انها لا تعالج مشاكل العنف ولاسيما داخل الأسرة وانما تزداد تفاقما وانتشارا والسبب في ذلك هو الابتعاد عن الدين وعدم الرجوع للمصدر الرئيس للتشريع واخذ القيم والتعاليم من وصايا النبي والأئمة عليهم السلام.
وقد اختصت هذه الرسالة ببيان موارد العنف التي تقع في المجتمع وسبل علاجها التي جاء بها الإسلام متمثلا بالقرآن الكريم والنبي  وعترته الطاهرة عليهم السلام.
ولأن الرسالة تحمل عنوان العنف المجتمعي فقد تم تسليط الضوء على فئات المجتمع ابتداء من الحلقة الصغرى في المجتمع وهي الأسرة التي تعد اللبنة الاولى في بناء المجتمع، ثم تتسع الدائرة فتشمل العشيرة وهي الحلقة الاوسع بعد الأسرة، ثم ينتقل الحديث إلى المكان الذي يقضي به الإنسان وقته بعد الأسرة وهو على قسمين الاول في مجال التعليم وكان بعنوان العنف في المحيط المدرسي ، والثاني في مكان العمل وحمل عنوان العنف في المحيط الوظيفي ، وبذاك تكتمل الصورة لمظاهر العنف التي تنتشر في المجتمعات .
وتم الاعتماد على ما جاء عن طريق الثقلين لمعالجة تلك المظاهر العنيفة، والاشارة إلى ما ورد في رسالة الحقوق الواردة عن الامام السجادالتي تعد دستورا في التعامل مع كل فئات المجتمع.