هاشم علي كريم حسين الصفار | الشريعة والعلوم الاسلامية |
الخلاصة
تبحث هذه الدراسة في تعدّد المعنى النحوي في حاشيةِ الطيبيّ على الكشّافِ للزمخشري، وبيان أهمية المعنى وأثره في تعدّد وجوه الإعراب، وما يترتب عليه هذا التعدّد من استنباط المعاني المهمة عن طريق تحليل النصوص القرآنية، ومحاولة فهمها من زوايا متعدّدة من شأنها توسيع دائرة المعنى، ثم العروج إلى أفضل الاحتمالات وأقربها وأظهرها، وهو ما يخدم لزومًا لغة القرآن العظيم، والمقاصد التي جاء بها بأساليب أبهرت القلوب، وأخذت بمجامع الألباب. وقد تميّزت المباحث النحوية التي تناولها الباحث بالتعدّد والتنوع النحوي الوظيفي والدلالي، في محاولة لاستجلاء الاحتمالات النحوية في النصّ القرآني، ومن ثمّ ما تضفيه تلك الاحتمالات والوجوه من معانٍ متعدّدة المقاصد اللغوية، فضلا عن التفسيرية والبيانية، ثمّ محاولة تضييق دائرة التعدّد النحوي، وتلك الاحتمالات النحوية التي تعمل على ضبابية المعنى، ومن ثمّ الوقوف على المعاني الأقرب للصواب عبر تحليل القرائن النحوية، وموافقة السياق والمقام، والبحث عن تلك الإفاضات الطيبة لجملة من النحويين والمفسّرين؛ توضيحاً وتحليلاً لما ورد في حاشية الطيبي من تعدّد في المعنى النحوي، في محاولة للوصول للفهم الأقرب للنصّ ومقاصده، ليس على سبيل الجزم والتوكيد بأنّ هذا المعنى هو الذي أراده (عزّ وجل) بقدر ما هي محاولة للتدبّر والتفكّر في هذا السفر الإلهي المعجز في بلاغته وأساليبه اللغوية ولمساته الأدبية؛ فهي محاولة توافقية لفهم يستحسنه العقل، وترتضيه الأدلة؛ أملاً في إضافة شيء ذي قيمة إلى المجال العلمي عبر دراسة التعدّد النحوي، والوقوف على نسق منطقي في معالجتها، ولعل هذه الدراسات تكون مدخلاً إلى حسم كثير من الخلاف حول تعدّد هذه الاحتمالات النحوية، ومحاولة تحجيمها، فضلًا عن تكوين فكرة موحّدة مقاربة للمقاصد الأقرب للحقيقة، لا على سبيل الجزم باليقين، بل على نية القربى له سبحانه. وقد قُسّم البحث على ثلاثة فصول، تسبقها مقدمة، وتمهيد، فأمّا التمهيد؛ فضمّ المطالب الآتية: التعريف بالطّيبي، وأسباب تعدّد المعنى النحوي. وجاء الفصل الأول موسوما بـ: (تعدّد المعنى النحوي في المرفوعات)، واختصّ الفصل الثاني بدراسة (تعدّد المعنى النحوي في المنصوبات)، وتناول الفصل الثالث (تعدّد المعنى النحوي في أكثر من علامة إعرابية وفي دلالة الحروف)، وألحقت هذه الفصول بخاتمة، وفيها استعراض لأهمّ نتائج البحث، وضمّ البحث مصادر ومراجع متنوعة، منها: كتب النحو والتفسير، وعلوم القرآن، واللغة والمعاجم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين